أنت هنا

5 محرم 1428
الكويت - رئيس التحرير:

استضاف تجمع (الفضيلة) في ديوانية الشيخ عبد الله الشايجي في الكويت، مساء يوم أمس الاثنين، فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر (المشرف العام على موقع "المسلم")، بحضور عدد كبير من منسوبي التجمع والمهتمين بالدعوة إلى الله على منهج أهل السنة والجماعة، وفي مقدمتهم الدكتور طارق الطواري، والشيخ غازي التوبة.

ورافق الشيخ العمر فضيلة الشيخ الدكتور محمد الفوزان، والدكتور وليد الرشودي، وعدد من أعضاء الوفد المرافق للشيخ.

وقام الدكتور طارق الطواري في مستهل اللقاء بإعطاء نبذة يسيرة عن تجمع الفضيلة، و أوضح أنه "منشط مدني وشعبي" تم البدء فيه مؤخرا، يهدف إلى معالجة ظاهرة المنكرات في الكويت، والعمل على القضاء عليها. ولفت الدكتور الطواري إلى أن نشاط (الفضيلة) لقي ترحيبا من الجميع في الكويت، من مسؤولين ومواطنين، وأنه حقق ـ على الرغم من عمره القصير ـ الكثير من الإنجازات لنشر الفضيلة و القضاء على مظاهر المنكر.

ثم تحدث الشيخ الدكتور ناصر العمر، فبين أن مثل هذا التجمع (الفضيلة) هو استجابة لأمر الله سبحانه وأمر رسوله _صلى الله عليه وسلم_، وتحقيق لسمة الخيرية لهذه الأمة.

وقال الشيخ العمر: إنه يطرح رؤيته للعمل الإسلامي دوما على أنه مبني على ثلاثة أصول: العمل المؤسسي، والبناء التربوي المنهجي المؤصل، والعمل الاحتسابي.

وأضاف أن العمل الاحتسابي يبدأ من الاحتساب على الأفراد في المنكرات الفردية، ويمتد ليشمل الاحتساب على المجموعات، ومنه الاحتساب السياسي، وينتهي بالجهاد، الذي هو ذروة العمل الاحتسابي.
وبارك الشيخ للقائمين على تجمع (الفضيلة) عملهم، وقال: إنه عمل احتسابي مؤسسي، يشترك فيه الكبار والصغار، و العامة و طلبة العلم، وهو الأمان من عقاب الله سبحانه ودفع للهلاك عن هذه الأمة _بإذن الله_.

وأكد الشيخ العمر أن وجود المؤسسات الرسمية للاحتساب – كما يحدث في السعودية على سبيل المثال – لا يغني أبدا عن الجهود الشعبية و الفردية فيه.

وقال: إن العمل الاحتسابي له مفهومه الواسع، الذي يشمل جوانب كثيرة من حياة الناس، وليس مقصورا على الجانب الأخلاقي .

ودعا الشيخ العمر إلى جعل العمل الاحتسابي مهمة جميع أفراد المجتمع، حتى لا يبقى مقصورا على فئة دون أخرى، معتبرا أن هذا هو التطبيق الصحيح لحديث النبي _صلى الله عليه وسلم_: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده"، وأنه في المجتمعات الخليجية يكاد يكون التغيير باللسان مستطاعا لكل أحد، لما جبلت عليه هذه المجتمعات من الخير وحب المعروف والبعد عن المنكرات، ولأن ردود أفعال الناس ـ على الرغم من بعد بعضهم عن الخير ـ طيبة ومتفهمة، ومقدرة للاحتساب . ولفت الشيخ العمر إلى أن الإنكار باللسان قد يكون طريقا للتغيير باليد، من خلال مخاطبة المسؤولين الذين يقدرون على تغير المنكر باليد.

من جهته، ألقى الشيخ الدكتور محمد الفوزان كلمة مختصرة، شكر فيها القائمين على تجمع الفضيلة على دعوتهم، وأثنى على عملهم، وبين أهمية الاحتساب وضرورة نشره وتأكيده بين الناس، لئلا يبقى محصورا على فئة دون أخرى.

ثم ألقى الشيخ الدكتور وليد الرشودي كلمة تفصيلية، أصّل فيها لموضوع الاحتساب، وركز على أهمية المبادرة من الجميع، والبعد عن التواكل وتحميل المسؤولية للآخرين.

وقال الدكتور الرشودي: إن مفهوم "المسابقة إلى الخيرات" يستدعي منا جميعا أن نبادر بالاحتساب، ولا ننتظر من الآخرين أن يؤدوا هدا العمل نيابة عنا. واستعرض الدكتور الرشودي في كلمته نموذجا من أروع نماذج الناشطين في العمل الاحتسابي بمفهومه الواسع، وهو سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله. واستعرض شيئا من سيرته في ذلك.

ثم ألقى الشيخ غازي التوبة كلمة قصيرة، بيّن فيها أن العمل الاحتسابي هو سر بقاء هده الأمة على مسلماتها وعلى دينها، لأنه في التاريخ الإسلامي بقي مهمة لكل مسلم، وليس منوطا بالدولة وحدها، فقد اندثرت كثير من الدول الإسلامية، ومع دلك بقيت ممارسة الاحتساب همّاً لكل مسلم، وكان لها دور في الحفاظ على هوية الأمة ومقوماتها.