أبلغ سفير الجامعة العربية في بغداد، المغربي مختار لماني، الأمين العام للجامعة عمرو موسى، أنه "قرر الانسحاب من مهمته" في العراق نهاية الشهر المقبل "لاستحالة إنجاز أي شئ جدي وإيجابي"، في "غياب تام لأية رؤية عربية" لمعالجة الوضع العراقي، على حد قوله.
وجاء هذا القرار في رسالة خطية بعث بها لماني إلى موسى الأسبوع الماضي، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس" للأنباء التي قالت إنها حصلت على نسخة من هذه الرسالة اليوم الأحد من مصادر دبلوماسية عربية.
ووفقا للوكالة، فقد قال لماني في الرسالة المكونة من ثماني صفحات والمؤرخة في الثاني والعشرين من يناير الجاري (الاثنين الماضي): إن الواقع على الصعيد العراقي الداخلي وعلى الأصعدة الإقليمية والدولية والعربية "مر ومؤلم".
وأضاف أنه "أمام استحالة إنجاز أي شئ جدي وإيجابي على الأقل بالنسبة إليّ فإنني أجد نفسي مضطرا ومتألما وحزينا لأبلغ معاليكم (موسى) أنني قررت الانسحاب من هذه المهمة" في بغداد "بحلول نهاية فبراير 2007".
كما أشار إلى "غياب تام لأية رؤية عربية متماسكة وجادة في معالجة الموضوع (العراقي)، بل انعدام حتى الوعي بضرورة وجود هذه الرؤية بأبعادها السياسية والأمنية وإعادة البناء، والاكتفاء لدى البعض (من العرب) أحيانا بالانجرار إلى مواقف ترقيعية، ومن منطلقات ضيقة، لا تضع بالأساس ولا بالضرورة المصلحة العليا للشعب العراقي وإنهاء محنته نصب عينيها".
ومن الجدير بالذكر أن لماني هو السفير العربي الوحيد الذي يقيم في بغداد منذ مقتل السفير المصري هناك إيهاب الشريف، إذ يمارس بقية السفراء العرب المعتمدين في العراق مهامهم من عمان.
وقد عين الدبلوماسي المغربي (56 عاما) رئيسا لبعثة الجامعة العربية في بغداد بقرار من مجلس وزراء الخارجية العرب وأقرت القمة العربية التي عقدت في الخرطوم تعيينه.