بعد ما يزيد على خمس السنوات من الاعتقال القسري تبدأ اليوم في معسكر جوانتانامو بجزيرة كوبا جلسات الاستماع التمهيدية الخاصة بمحاكمة بعض العناصر المعتقلة والتي "يشتبه" بعلاقاتها المباشرة بهجمات نيويورك وواشنطن 2001 .
وسوف تنعقد الجلسات خلف أبواب مغلقة بهدف عدم وصول مجرياتها إلى الصحافة، وتهدف تلك المحاكمة إلى تصنيف عدد من المعتقلين بالمعسكر في خانة المقاتلين الأعداء مما يتيح تقديمهم لمحاكمات عسكرية.
وقد وصفت تقارير منظمات حقوق الإنسان تلك المحاكمة التي تعد الأولى بحق هؤلاء المعتقلين بأنها صورية؛ حيث لا يسمح خلال جلسات المحاكمة بحضور محامو دفاع عن المعتقلين؛ وتتألف هيئة المحكمة من ثلاثة عسكريين يحق لهم اعتماد الاعترافات التي يتم نزعها من المتهمين تحت التعذيب، حسب منظمات حقوق الانسان.
ووصف محامو الدفاع عن المعتقلين عقد الجلسات خلف أبواب موصدة بأنه "يدمر مصداقية المحاكمة برمتها".
ويعد خالد الشيخ الذي تم اعتقاله في باكستان عام 2003 هو المتهم الأول في تلك المحاكمات حيث وصفه الرئيس الأمريكي بوش بأنه "العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والتي أودت بحياة 3 آلاف شخص".
والمتهم الثاني هو رمزي بن الشيبة باعتباره من كبار مسؤولي تنظيم القاعدة وتم اعتقاله في باكستان أيضا عام 2002.
والشخص الثالث هو "أبو زبيدة" الذي يظن بأنه أهم مسؤولي تنظيم القاعدة في مجال التجنيد واعتقل عام 2002 في باكستان هو الآخر.
كما تشمل اللائحة الإندونيسي "حنبلي" والمتهم بتفجيرات جزيرة "بالي" الإندونيسية عام 2002 والتي أودت بحياة أكثر من 200 شخص .
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد سمحت بحضور المراقبين لجلسات الاستماع السابقة لكنها منعت ذلك خلال هذه الجلسات بسبب "حساسيتها الشديدة" حسب رأي البنتاجون.
ولا يزال خلف أسوار معتقل جوانتنامو 385 معتقلا يشتبه الأمريكان بأنهم من مقاتلي تنظيم القاعدة أو من مقاتلي حركة طالبان في أفغانستان ينتظرون محاكمتهم ليعرفوا مصيرهم.
وترى إدارة الرئيس بوش أن ما يسمونه بمعسكر جوانتنامو اداة فعالة في "حربها على الإرهاب" حيث يمكنها استجواب المعتقلين الأجانب فيه واعتقالهم لمدد غير محددة في أرض غير أمريكية لا ينطبق عليها القانون الأمريكي.
ويقول منتقدو المعسكر أنه يمثل "نقطة سوداء" قانونية في سجل الولايات المتحدة لأن المعتقلين في المعسكر عرضة لاعتداءات ومواجهة محاكم عسكرية ومدد سجن غير محددة.