أنت هنا

23 صفر 1428
المسلم ـ وكالات

على الرغم من الاحتياطات الأمنية المشددة التي تنتهجها الحكومة الإسبانية منذ وقوع هجمات 11 مارس 2003 والتي راح ضحيتها ما يقارب 190 شخصا، فإن التقارير الأمنية المطروحة بين يدي الحكومة الإسبانية لا زالت تشير إلى وجود أخطار محدقة واحتمالية مرتفعة لوقوع هجمات مماثلة.
ورغم الحملات الأمنية الشرسة على إسلاميي إسبانيا والتي تأتي في المرتبة الأولى على المستوى الأوروبي فإن مسئولين سبان يرون ارتفاع احتمالية الهجمات عن أي وقت مضى ؛ حيث صرح قاضي شؤون "الإرهاب" "بالتثار جارسون" بأن التهديد الآن يعد أسوأ من الماضي لأن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ذكر إسبانيا في أشرطته الثلاث الأخيرة.
ويرى "جارسون" أن الأخطار لا تزال تلف الأجواء على الرغم من سحب القوات الإسبانية من العراق بعد هجمات 2003, بسبب وجود أخرى في أفغانستان.
وعلى نفس الوتيرة يرى المحققون الإسبان أن خلايا تنظيم القاعدة المتواجدة على أرض إسبانيا أو في إحدى دول الجوار قد استلهمت الفكرة؛ في إشارة إلى تردد ذكر إسبانيا على لسان الظواهري خلال بياناته الأخيرة.

ويزيد من الهاجس الإسباني التطورات الأمنية الأخيرة في تونس والجزائر والتي أعادت إلى الأذهان العمليات المسلحة الكبيرة؛ حيث يؤكد مسؤولون أمنيون أن تحول الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر إلى تنظيم موال للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سيكون له تأثير يوازي تأثير القاعدة في العراق .

وكان الدكتور أيمن الظواهري قد صرح في أحد أشرطته بضرورة تحرير"كل أرض كانت دار إسلام من الأندلس حتى العراق" .
وكان سفير أمريكا في الجزائر "هنري كرامبتون" قد صرح بأن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحولت إلى مجموعة إرهابية إقليمية تجند وتنشط في كل ربوع المغرب, ولما هو أبعد منه باتجاه أوروبا", مما حدا بالسفير إلى اعتبار الأمر "تحديا إستراتيجيا" يعقد عمل أجهزة الاستخبارات في أماكن عديدة .

تأتي هذه التحديات مع إحياء إسبانيا أمس للذكرى الثالثة للهجمات التي أطاحت بحكومة الحزب الشعبي حيث دشن نصب تذكاري كبير بمدريد حيث وقعت التفجيرات .