أنت هنا

1 ربيع الأول 1428
المسلم-صحف:

في إطار ما زعمت أنه "مؤامرة عربية لإجبار الشعب الفلسطيني على التنازل عن حقوقه التاريخية، وبخاصة حق العودة" وتوطين اللاجئين في الدول التي يعيشون فيها، بدأت السلطات الليبية إجراءات ملموسة لترحيل اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون فيها منذ عشرات السنين.

وشن عدد من الصحف الليبية حملة منظمة منذ أربعة أيام، للتمهيد للنكبة الجديدة التي تعتزم السلطات الليبية إلحاقها باللاجئين، حيث قالت صحيفة "الجماهيرية" إن المشكلة ليست في وعد بلفور الإنجليزي بل في "البلفورات العربية", التي تسيطر على مؤسسة الرئاسة العربية، على حد قولها.

ورأت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية أمس أن عددا من الدول العربية يعمل الآن على ذبح القضية الفلسطينية ودفنها بتوطين فلسطينيي الشتات في البلدان التي يقيمون فيها.

ورأت صحيفة ليبية أخرى أن ما وصفته بـ "المؤامرة العربية" تعد خيانة لكفاح الفلسطينيين، وتآمرا على قضيتهم، واستخفافا بأرواح شهدائهم طوال نصف قرن، وأنه "على كل عربي ذي ضمير أن يتصدى لإحباط آخر المؤامرات الصهيونية عبر أيادي وألسنة عربية لا تستحي من أن تبيع الفلسطينيين وبثمن بخس"، على حد قولها.
وكانت "إسرائيل" قد طلبت رسميا حذف حق العودة من مبادرة السلام العربية التي كانت قد اقترحتها المملكة العربية السعودية على أحد مؤتمرات القمة العربية، لكن الدول العربية المعنية رفضت بشكل قاطع ذلك مصرة على أن المبادرة جزء لا يتجزأ، ولا يمكن التنازل عن حق العودة، ما يبطل المزاعم الليبية.

ويعتقد مراقبون أن التراجع الليبي بحق اللاجئين الفلسطينيين قد يكون بتعليمات مباشرة من الرئيس الليبي معمر القذافي، الذي يحرص منذ الغزو الأمريكي للعراق على إبراز بلاده كحليف للغرب، وبخاصة الولايات المتحدة التي طالما جاهر العقيد الليبي بالعداء لها، والتنصل من ماضيه الذي كانت له واجهة ثورية وتبنى عددا من شعارات القومية العربية، لكنه الآن يصر أن ليبيا دولة إفريقية لا علاقة لها بالقضايا العربية.