فيما يعد أول تلميح بإمكانية الانسحاب الأمريكي من العراق، تحدث أكبر قائد عسكري للولايات المتحدة الأمريكية يقود الحرب في العراق عن توقعه باشتعال المعارك على وتيرة أكثر عنفاً قبل أن تتعرض للخمود.
وقال الجنرال ديفيد بتريوس خلال زيارته لواشنطن "لأننا نعمل في مناطق جديدة ونتحدى عناصر في هذه المناطق فان هذا الجهد ربما يصبح أكثر صعوبة قبل أن يصبح أكثر سهولة."
مضيفاً: "أعتقد أن هناك إمكانية حقيقية لان يكون هناك المزيد من العمليات القتالية ومن ثم سيكون هناك المزيد من الخسائر."
وتأتي إفادة الجنرال بتريوس للرئيس الأمريكي وأعضاء الكونجرس لتحمل معنى عن أيام أكثر دموية في العراق هدفها تحقيق أكبر خسائر بالمقاومة لفرض واقع تفاوضي أو إقصائي جديد عليها، ما يمهد لانسحاب مشرف للولايات المتحدة من العراق بعد أن منيت بخسائر قدرتها فصائل المقاومة العراقية بأرقام تتراوح ما بين 25 ـ 35 ألفاً من القتلى وعدد مقارب من الجرحى.
وباتت الولايات المتحدة مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى حل معضلة الخسائر المستترة في ظل دعوات متزايدة من الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
وكان مجلس النواب الأمريكي قد منح البنتاجون ميزانية جديدة أمس تقدر بـ 124 مليار دولار لتأمين انسحاب آمن للقوات الأمريكية بحول نهاية مارس من العام المقبل، وهو ما رفضه البيت الأبيض على الفور، محذراً من تعرض أمن الولايات المتحدة الأمريكية للخطر.
وفي أعقاب ذلك عاد الجنرال بتريوس إلى بلاده لمنح الساسة الأمريكيين موجزاً عن وضع قواته، وهو ما دعاه لتوعد المقاومة العراقية بأيام عصيبة بغية تصفيتها قبل حلول الأجل الذي ضربه الديمقراطيون.