أنت هنا

23 جمادى الأول 1428
المسلم-وكالات

عبر محللون أمريكيون عن موقف أمريكا تجاه الحشود التركية على الحدود العراقية للقيام بهجوم عسكري على أكراد العراق بأنه يمثل "كابوسًا" للولايات المتحدة؛ خاصة مع الوضع المتأزم في العراق والذي يهدد بتحوله لمستنقع يشهد حروبًا بين دول المنطقة.
وأشار المحللون إلى الهجمات الأخيرة التي شهدتها الساحة التركية، والتي ألقت فيها الحكومة التركية بالمسئولية على حزب "العمال الكردستاني"، حيث وصفوها بأنها ستفجر انتقامًا تركيًا لا يستهان به ضد الانفصاليين الأكراد المتواجدين بشمال العراق.
وقال "عمر تاسبينار" المحلل بمؤسسة "بروكنجز" الأمريكية: إن الخطر يكمن في توسيع تركيا لنطاق الصراع مع أكراد العراق، الأمر الذي سيعطي دولاً أخرى بالمنطقة كإيران شعورا "بالجرأة".
وأوضح أن هذا الأمر، إن حدث، سيفتح أبواب الجحيم في العراق؛ التي ستصبح وقتها "مستنقعًا إقليميًا تخوض خلاله دول المنطقة حروبًا على أرض العراق".
ويعد إقليم كردستان العراق مستقرًا مقارنة بالمناطق العراقية الأخرى التي تعجز قوات الاحتلال عن السيطرة عليها، أو مواجهة المقاومين العراقيين بها.
وتخشى أمريكا من تفجر الموقف الذي قد يؤزم علاقة واشنطن الوطيدة مع تركيا ويخلق وضعًا أكثر فوضوية في منطقة من العالم وصفها بعض المحللون الأمريكيون بأنها يجب أن "تتسم بالقدر الأدنى من الفوضى".
وكانت الأنباء قد تواردت بأن خمسين ألفًا من القوات التركية تدفقوا على شمال العراق لمحاربة انفصالي حزب العمال الكردستاني؛ ما أثار مخاوف واشنطن، الأمر الذي دعا الحكومة التركية إلى نفي هذه الأنباء.
وكان وزير الدفاع الأمريكي "روبرت جيتس" قد أعرب يوم الأحد الماضي عن أمله بألا يكون هناك أي عمل عسكري منفرد عبر الحدود إلى العراق.
ويذكر أن الجيش التركي قد انتقض القيادة السياسية في تركيا لإحجامها عن اتخاذ قرار حاسم تجاه المشكلة الكردية، وطالب بالرد بالطريقة المناسبة على هجمات الانفصاليين الأكراد.
وذكر الجيش التركي في بيان له اليوم: إن "القوات المسلحة التركية عازمة بكل ثبات على محاربة الإرهاب" وأكد على أن "الحقيقة التي لا جدال فيها أننا سنرد على هذه الهجمات".