أنت هنا

16 رجب 1428
المسلم-صحف:

أصبح الأسير الفسطيني سعيد العتبة (56 عاماً) أقدم أسرى العالم بعد أن دخل السنة الحادية والثلاثين في سجون الاحتلال الصهيوني.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد اعتقل سعيد العتبة من منزله في البلدة القديمة في نابلس (شمال الضفة الغربية) ومعه شقيقه نضال في 27 يوليو 1977، وحكم على سعيد بالسجن مدى الحياة بتهمة التخطيط لعمليات مسلحة وإعداد عبوات ناسفة. وشملت العقوبة كذلك إغلاق منزل العائلة في نابلس لفترة امتدت 17 عاماً.
وتعتقل إسرائيل نحو 11 ألف فلسطيني في سجونها، وكانت قد أفرجت قبل أسبوعين عن 256 أسيراً في خطوة "معنوية" لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة حركة "حماس" بعد سيطرتها على غزة، لكن إحصاءات محلية أكدت أن «جيش الاحتلال اعتقل أكثر من هذا العدد خلال الشهر الأخير».
ويتردد اسم العتبة في كل مرة يجري فيها الحديث عن إطلاق سراح معتقلين. وتقول منظمات محلية إنه ومع نهاية العام المنصرم 2006 كان عدد الأسرى الفلسطينيين القدامى في سجون إسرائيل قد بلغ 32 أسيراً. وبين هؤلاء عشرة أسرى أمضوا أكثر من ربع قرن وهم سعيد العتبة ونائل وفخري البرغوثي وسمير القنطار(لبناني) وأكرم منصور ومحمد أبوعلي وفؤاد الرازم وإبراهيم جابر وحسن سلمة وعثمان مصلح. لكن العتبة يظل أقدمهم.
ونقل عبدالناصر فراونة، الأسير السابق والباحث في شؤون الأسرى عن العتبة قوله في رسالة من داخل السجن «لم تتعبني هذه الرحلة الطويلة مع أن التعب صفة إنسانية وقد أكون مكابراً لو أنكرت ذلك لكن التعب مسألة نسبية فإذا كنت تعبت من السجن فهذا لا يعني أني تعبت عن حمل قضيتي وقناعاتي التي قادتني إلى السجن، ما زلت أملك الطاقة لأكمل. نحن كشعب لا نملك الكثير من الخيارات، المسألة هي أن نكون أو لا نكون، فإما أن تكمل بنفس الروح وإما أن تسقط وتنتهي كإنسان وكقضية».
وقال فراونة في مقال نشره في ذكرى اعتقال العتبة «ومع دخول العتبة عامه الحادي والثلاثين يكون قد حفر اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث تعتبر أطول فترة في العالم، ولم يسبق لأي أسير أن أمضى مثل هذه الفترة». وأضاف «حياة سعيد كلها ألم ومعاناة، فهو يعيش في سجون تشهد ظروفاً لا إنسانية وقهرية قلما شهدتها سجون أخرى، سجون تفتقر للرعاية الطبية، ويتلقى مع رفاقه الأسرى معاملة قاسية واستفزازية، فالآلام تتراكم والأمراض تستفحل، والمعاناة تتضاعف، والمؤسسات الإنسانية والحقوقية في سبات عميق».