أنت هنا

19 رجب 1428
المسلم - وكالات

كشف مسئول باكستاني اليوم عن عزم التحالف الإسلامي الحاكم للإقليم الحدودي الواقع نحو الشمال الغربي لباكستان والمتاخم لأفغانستان، تغيير اسمه إلى "أفغانيا".
وتناقلت وكالات الأنباء عن وزير العدل بالإقليم المشار إليه "مالك ظفار عزام" أنه لا يوجد أي مانع دستوري يعوق تغيير اسم الإقليم دون الرجوع لأحد, لكننا نريد حل هذه المسألة بشكل ودي، في إشارة منه لموقف الحكومة الباكستانية الرافض، والتي يقع الإقليم داخل حدود أراضيها .
وأوضح عزام أن حكومة الإقليم أجرت استبيانًا حول اختيار اسم بديل للإقليم الذي يحمل اسم "الإقليم الحدودي الشمالي الغربي" منذ عهد الحكم البريطاني قبل تقسيم الهند, حيث وقع اختيار غالبية المشاركين في الاستبيان على اسم "أفغانيا".
ويمثل هذا الطلب من حكومة الإقليم لحكومة برفيز مشرف باعتبارها الحكومة المركزية، حرجًا شديدًا، حيث تتهم من قبل حليفتها الولايات المتحدة بضعف دورها تجاه المناطق الساخنة بالبلاد، خاصة بعد التوترات الأمنية التي تشهدها العاصمة إسلام أباد بعد أحداث المسجد الأحمر، وانسحاب إقليم وزيرستان الحدودي من اتفاق سلام مع الحكومة الباكستانية .
ومن جهته أكد عزام أن حكومة الإقليم قد استكملت واستوفت اقتراحها، حيث تعتزم عرضه على لجنة التنسيق بين الأقاليم التابعة للحكومة الاتحادية في اجتماعها الأسبوع المقبل.

وتعتبر أمريكا منطقة القبائل البشتونية على الحدود الباكستانية الأفغانية، مصدر تهديد لمصالحها في أفغانستان، حيث يسيطر عليها طرفان؛ هما الإسلاميون الغاضبون علي الحكومة الأمريكية وسياستها وكل من يتعاون معها، والقوميون البشتون، وهم تاريخياً ضد كل السياسات الأمريكية وموالون لموسكو الشيوعية سابقاً.
وتدرك حكومة مشرف أنها بين شقي الرحى؛ فالضغط الأمريكي يطالبها ببذل مزيد من الجهد ضد الطالبان وأعضاء تنظيم القاعدة المشتبه في وجودهم في تلك المنطقة، حيث تؤكد أمريكا أن القاعدة تسعى لاقتطاع منطقة القبائل عن باكستان لاتخاذها مرتكزًا لنشاطاتها لضرب المشروع الأمريكي في أفغانستان.
وفي الوقت نفسه ترفض القبائل البشتونية، ممثلة في البنجاب والسند وبلوشستان، التنازل عن حماية العناصر الأجنبية المتواجدة على أراضيها كعرف قبلي متجذر يتعذر التخلي عنه، وهو الأمر الذي قد يشعل المنطقة ويحولها إلى أرض معادية تماماً للجيش الباكستاني.
ومن جهة أخرى تخشى إسلام آباد من محاولة كابول استغلال هذه القبائل التي تحظى بعلاقات تقليدية وعرقية معها، حيث يعتبر الطرفان أن تلك المنطقة جزءًا تاريخيًا من أفغانستان وليس باكستان.