ذكرت مصادر رسمية بلغارية اليوم أن صوفيا قررت شطب 56.6 مليون دولار من الدين الليبي الذي يرجع إلى الحقبة السوفيتية .
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب اتفاق لإطلاق سراح الجماهيرية لخمس ممرضات بلغاريات وطبيب من أصل فلسطيني، سبق وأدانهم القضاء الليبي لثلاث مرات بتعمد حقن أطفال ليبيين يتجاوز عددهم 430 طفلاً بفيروس مسبب لمرض الإيدز .
وتشير الوقائع إلى أن إفراج ليبيا عن الطاقم الطبي البلغاري بعد أكثر من ثمانية أعوام، هي مدة نظر القضاء الليبي في القضية، قد جاء إثر اتفاق يضمن حصول طرابلس على مساعدات وامتيازات مالية وعلاقات سياسية أوثق مع الاتحاد الأوروبي .
وعلى صعيد الامتيازات فقد أعلن سيف الإسلام القذافي أمس عن موافقة فرنسا بيع ليبيا صواريخ مضادة للدبابات بمائة مليون يورو، وقال: "هذه هي أول صفقة سلاح بين ليبيا ودولة غربية"، في إشارة منه إلى توقع إبرام المزيد من صفقات السلاح في القريب مع الجانب الأوروبي.
وبين سيف الإسلام أن الاتفاق يشمل كذلك مشروعًا لتصنيع السلاح وصيانة وإنتاج المعدات العسكرية، وأكد أن ليبيا كانت تتفاوض مع فرنسا منذ فترة طويلة، وأوضح "طلبنا من ساركوزي تسريع الأمر" .
وفي إشارة منه إلى السبب الذي من شأنه تم تسريع صفقة السلاح الفرنسية قال سيف الإسلام: "بعد حل مشكلة الممرضات تعتبر هذه فرصة ذهبية للانفتاح" .
وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر رفع حظر السلاح عن ليبيا في أكتوبر من عام 2004 بشكل نظري.
يذكر أن ليبيا قد انتقدت بشدة العفو الرئاسي الذي منحته الحكومة البلغارية لطاقمها الطبي المدان بمجرد وصولهم لمطار صوفيا، حيث طالبت الخارجية البلغارية رسميًا بمذكرة توضيح واصفةً الأمر بأنه "خيانة"، وإجراء غير شرعي من قِبَل السلطات البلغارية .
وقال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم: إن المعتقلين كان يجب أن يوضعوا في السجن فور وصولهم، لا أن يتم إطلاق سراحهم بهذه الطريقة الاحتفالية واللاشرعية.
ووصف رئيس الوزراء الليبي بغدادي محمودي العفو البلغاري بأنه انتهاك للإجراءات القانونية وللاتفاق القضائي الموقع بين البلدين عام 1984، وقال: لقد اتبعنا الإجراء القانوني، ولكن صوفيا خاتننا .
وحول ردود أفعال دول أوروبا على العفو البلغاري قال بغدادي: إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تدخل بشكل كبير مع زوجته سيسيليا لحل هذه القضية؛ قد أعرب عن استياءه من الطريقة التي تم إطلاق سراح الممرضات بها .
وتقدمت ليبيا إلى الجامعة العربية بمذكرة طالبت فيها دول الجامعة باتخاذ قرار مشترك ضد صوفيا، بالمقاطعة السياسية والاقتصادية، وذلك خلال اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية بالقاهرة الاثنين الماضي.