أنت هنا

24 رجب 1428
المسلم - وكالات

بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي محادثاته الرسمية فور وصوله اليوم لأنقرة في زيارة تستغرق يومًا واحدًا فقط مع المسئولين الأتراك بخصوص الملف الكردي، حيث يراد منه الالتزام الصريح بملاحقة حزب العمال الكردستاني المتمركز بشمال العراق ويشن هجماته داخل تركيا.
وتضغط تركيا على المالكي بهدف إغلاق مكاتب حزب العمال في العراق وتسليم قيادييه، وقطع إمدادات السلاح والمؤونة عنه.
وعلى الرغم من المشاكل الداخلية التي تمر بها حكومة المالكي داخليًا بما قد يؤدي لسقوطها، جراء انسحاب وزراء كتلة التوافق السنية وكذا القائمة العراقية التي يقودها إياد علاوي، إلا أن المالكي أقدم على زيارة أنقرة بما يشير إلى أهمية لقائه بالمسئولين الأتراك .
ويتوقع المراقبون أن يعد المالكي بتقديم تعاون أمني، وبتصنيف حزب العمال كمنظمة إرهابية, لاسترضاء أنقرة ولكن حكومته لا تملك السلطة لتتخذ قرارًا وتفرضه على إدارة الحكم الذاتي بشمال العراق.
وتأتي زيارة المالكي على خلفية عدد من التحذيرات التي لوح بها نواب أكراد حول التدخل التركي المتصاعد في شمال العراق, بما فيها هجمات على مواقع حزب العمال.
وسبق أن أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني رفض مطالب تركية بطرد مقاتلي العمال.
وحشدت تركيا 200 ألف جندي على حدودها مع العراق، كما لم ينف رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان ولا قادة الجيش التركي احتمالية القيام بعمل عسكري، فيما ترى بغداد وواشنطن أن مثل هذا العمل قد يهز أمن كردستان العراق المستقر نسبيًا.
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية قبل نحو أسبوع أنها تعمل مع تركيا لحل ما وصفتها بالمشكلة الخطيرة مع حزب العمال، لكنها امتنعت عن التعقيب على تقرير إعلامي بشأن خطط سرية أميركية تركية مشتركة للانقضاض على التمرد.
وتتزامن زيارة المالكي مع هجوم جديد لمتمردي حزب العمال الكردستاني، سقط خلاله ضابط تركي برتبة عقيد في إقليم "حكاري" جنوب شرق تركيا، الأمر الذي حذر معه الجيش التركي بغداد بسحق قواعد المتمردين شمالي العراق أو مواجهة غزو عسكري محتمل.
وأكد المالكي في مقابلة قبيل هبوطه في أنقرة أن حكومته لا تدعم المتمردين الأكراد، مضيفًا: "حزب العمال الكردستاني تنظيم إرهابي غير مشروع، ويتهمه الأتراك بالإرهاب، ونحن لا نسمح بأي تنظيم إرهابي داخل أراضينا".
وأضاف: "نسعى لعلاقات جديدة مع الجارة تركيا ولا يجب على أي منا التدخل في الشئون الداخلية للآخر".
وقال: "زيارتنا تدخل في إطار مساعي تطوير العلاقات الثنائية والتعاون مع تركيا تحديدًا فيما يتعلق بالملف الأمني، وهو أهم القضايا".