أنت هنا

8 شوال 1428
المسلم - وكالات

أعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الخميس عن رغبة العراق حكومة وشعبًا في مادرة الانفصاليون الأكراد المتمركزون في إقليم كردستان العراق الشمالي بأسرع ما يمكن.
وصرح زيباري لوكالة رويترز للأنباء بوجود حالة من عدم الارتياح داخل الحكومة العراقية بسبب التصويت الذي أجراه البرلمان التركي يوم الأربعاء الماضي والذي منح الجيش التركي قرار عبور الحدود إلى شمال العراق لتعقب عناصر حزب العمال الكردستاني .
وتوقع زيباري إحجام تركيا عن شن هجوم عسكري موسع في القريب، ولكنه رجح توجيه ضربات جوية محدودة على مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق .
ومن جهة أخرى كشف مسئول رفيع المستوى بالجيش العراقي، لم يكشف عن اسمه وهويته، أنه ليس لدي الجيش العراقي أية مخططات لنشر قواته على الحدود مع تركيا لوقف تسلل عناصر حزب العمال الكردستاني من وإلى تركيا .
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان قد صرح فور إعلان موافقة البرلمان التركي على السماح للحكومة باتخاذ قرار بتفعيل العمليات العسكرية داخل الأراضي العراقية لملاحقة العناصر الإرهابية التابعة لحزب العمال الكردستاني، بأن الموافقة لا تعني بالضرورة شن عمليات عاجلة .
ومن جهتها طالبت الإدارة الأمريكية نظيرتها التركية بالتريث وضبط النفس، ودعتها لسلوك المسلك الدبلوماسي لحل إشكالية حزب العمال، زاعمة أن توجيه ضربات مباشرة للحزب على الأراضي العراقية لن يكون سهلاً كما تظن أنقرة، ولو كان كذلك لقامت واشنطن بالأمر منذ زمن .
جدير بالذكر أن تأثير الحكومة العراقية في بغداد على القرار الكردي يعد محدودًا للغاية، خاصة وأن الجيش العراقي لا وجود له على حدود تركيا، ولا حتى في منطقة الحكم الذاتي الكردية التي تسيطر عليها "البشمركة" (القوات الكردية) .
وكان إقليم كردستان العراق قد خرج عن سيطرة الحكومة العراقية في بغداد منذ وضعه تحت الحماية الأمريكية عام 1991 في أعقاب حرب الخليج، وبعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 أكمل الأكراد تطوير أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الإقليم بشكل منفصل خاص بهم.
ويمثل الأكراد 20% من إجمالي تعداد الشعب العراقي البالغ 26 مليون نسمة، حيث يلعبون دورًا مركزيا في المؤسسات العراقية الجديدة، في ظل وجود الرئيس العراقي الكردي جلال طالباني، و53 نائبًا من أصل 275 داخل البرلمان العراقي .