أعلنت مصادر أمن باكستانية استيلاء مسلحين عشائريين على مركز للشرطة في مقاطعة "سوات" اليوم، بينما بدأت القوات الحكومية في تعزيز مواقعها هناك .
وبدأت المواجهات المسلحة بين الجانبين أول أمس الجمعة إثر حملة عسكرية شنها الجيش الباكستاني ضد معهد ديني يديره رجل الدين مولانا فضل الله، الذي هدد بإعلان الجهاد ضد الحكومة إذا استمرت في هجومها، وأعلن مطالبته بتطبيق الشريعة الإسلامية في المقاطعة، وانسحاب قوات الأمن والجيش من المنطقة.
وبحسب وكالة الأسوشيتد برس، فإن 15 شخصًا قد قتلوا في الاشتباكات، بينهم ستة جنود نظاميين وسبعة مدنيين، فيما تم إعدام 11 جنديًا تم اختطافهم في المنطقة أمس السبت.
وكشف مصدر أمني باكستاني، لم يكشف عن هويته، أن المسلحين استولوا على مركز للشرطة في بلدة "شارباغ" في وقت متأخر من مساء السبت، بعد فرار رجال الأمن هناك لتعرضهم لهجوم عنيف .
وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن الباكستاني قد بدأت في تحصين مواقعها بالسواتر الترابية في بلدة "كابال" الصغيرة والمجاورة لقرية "مينغورا" التي يسيطر عليها أتباع فضل الله، وذلك عقب وقوع مناوشات أمس .
ودعمت حكومة برفيز مشرف الأسبوع الماضي قواتها بالمنطقة بـ2500 جندي للتصدي لأنصار فضل الله، حيث يوصف الوضع بالمنطقة بأنه متوتر جدًا .
وتقع مقاطعة "سوات" في مناطق القبائل التي صعّد الجيش الباكستاني من حملاته العسكرية عليها مؤخرًا بإيعاذ من الولايات المتحدة الأمريكية التي زعمت حصولها على معلومات مخابراتية حول وجود عناصر نشطة تابعة لتنظيم القاعدة وطالبان بمنطقة القبائل بالقرب من الحدود الأفغانية .
ولوحت أمريكا بالتدخل في المنطقة الباكستانية لملاحقة تلك العناصر، حيث ادعت أن حكومة مشرف قد أعطت تلك العناصر من الوقت ما أمكنها من التقاط أنفاسها واستعادة قوتها، الأمر الذي صعّدت معه إسلام أباد من وجودها الأمني بالمنطقة، وهو ما رفضه زعماء القبائل هناك لكونه يخالف اتفاقية السلام الموقعة مع الحكومة؛ فأعلنوا انسحابهم منها.