أنت هنا

19 شوال 1428
المسلم - خاص

حيا فضيلة الشيخ ناصر العمر المجاهدين في العراق الذين وقفوا في وجه أمريكا، ‏وحالوا دون امتداد خطرها إلى البلدان المجاورة. ‏
وقال د.العمر في درسه الأسبوعي الذي يلقيه بأحد مساجد العاصمة السعودية الرياض: "أعتقد عن ‏قناعة بأنه لولا مواقف إخواننا الصلبة في العراق، وإذلالهم أمريكا ومن معها، لما كنا كما نحن ‏الآن، ولا كنا ندري كيف ستكون أحوالنا، لأن العدو لن يقف عند العراق، ولا عند فلسطين، ‏ولا عند غيرهما". ‏
ونبه د.العمر المشرف العام على موقع "المسلم" إلى أن "المجاهدين هم بشر، يقعون في صواب ‏وخطأ"، مضيفاً: "وقع المجاهدون وقت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في أخطاء، ولا ‏زال القرآن يصحح أخطاءهم، (واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر ‏لعنتم)، لكنهم يجاهدون في فلسطين والعراق، وجهادهم صحيح"، معقباً بأن "الأخطاء تحسب ‏على أصحابها، ويحملها أصحابها، ودورنا أن نصحح الأخطاء لا أن نجدها، وألا نتعصب ‏لفئة دون فئة، والمسألة (الخلافية) قد تكون ظنية أو اجتهادية لا تثبت عند التدقيق واليقين، ‏وقد يكون لها تأول أو لها سبب". ‏
ودعا فضيلته إلى اتخاذ موقف متوازن في النظر إلى المجاهدين في العراق، لا هو ينقب عن ‏أخطائهم ويضخمها، ولا هو ذاك الذي يقصر الجهاد على فئة ـ أو فصيل ـ ويرى العصمة لها ‏دون غيرها، وأضاف : "لست في باب الدفاع عن الأخطاء، كلا، لكنني ضد استخدام الأخطاء ‏لضرب الجهاد، وهذا ما يريده العدو،أن تستخدم أخطاء فردية أو حتى جماعية من الدعاة ‏لضرب الجهاد نفسه".‏
وجدد الشيخ العمر رؤيته للجهاد في العراق بأنه "ليس فرض عين"، مشيراً إلى أنه لا يرى ‏الذهاب للجهاد في العراق من غير أهله، ونقل عن أحد "مفتيي" الجهاد قوله: "ليس لدينا نفير ‏عام كي نطلب الناس، عندنا حرب خاطفة؛ فأين نضع الناس إذا جاءوا؟"، مشدداً على أن هذا ‏اجتهاده الذي لا يحابي فيه أحداً أو يجامل، والذي يتحمل مسؤوليته وفقاً لقناعته الشخصية. ‏

وبشر د.العمر لدى تفسيره لسورة النصر مستمعيه بالنصر في العراق، الذي بدأت تلوح ‏بشائره، والذي اعتبر في الوقت ذاته أن تأخره ومعوقاته رهينة بالخلافات الداخلية والفتن ‏التي تقع أحياناً في صفوف المجاهدين، مشدداً على ضرورة عدم تضخيمها أو إهمالها من ‏قبل الدعاة.‏
وعد د.العمر اختلاف الأمريكان والإيرانيين في العراق من باب "دفع الناس بعضهم ببعض"، ‏وهو ما قد أفاد الفصائل المجاهدة، وعطل مخطط الإيرانيين بشأن بغداد. ‏
وفي سياق الوضع الداخلي، لاحظ فضيلته حشداً غربياً ضد "هذه البلاد التي يعتبرونها عقبة ‏كؤود، ويسمونها "وهابية" لأن منها تنطلق جهود دعوية (رائدة) في العالم"، مضيفاً أن ‏المؤامرات ضد هذه البلاد لم تعد سراً من رغبة في التقسيم والتفكيك، وما يحدث من إشعال ‏نار القبلية ظاهر الآن من التعصب للقبيلة والعشيرة، مما يلمس في الواقع اليوم من خلال ‏الإعلام والساحات والإنترنت وحديث المجالس، وحتى إثارة الخلافات الطبيعية بين العلماء ‏بخصوص الهلال وغيره من قبل الصحفيين، مما قد لوحظ بعد رمضان، وكل هذا هدفه واضح ‏من مساعي تفكيك المجتمع والبلدان والقبائل.‏

وحذر من خوض من دعاهم بـ "المنافقين" في قضايا الأمة، معتبراً أن هذا هو وقت المنافقين ‏الذين يضخمون كل خطأ وكل قضية في المجتمع لإثارة الفتن. ‏