توقع الجنرال جون أبي زيد ألا تغادر أمريكا العراق وأفغانستان قبل مضي نصف قرن تقريبا معللاً ذلك بالاضرابات التي تسود هذه الدول .
وقال أبي زيد في محاضرة ألقاها في جامعة "كارنيجي ميلون" الأمريكية: "أنه مع مرور الوقت سيتعين علينا نقل عبء القتال العسكري من قواتنا مباشرة إلى القوات الإقليمية، وسيكون علينا القيام بدور غير مباشر، ولكن علينا ألا نفكر ولو لدقيقة واحدة أنه خلال الـ25 إلى الـ50 سنة المقبلة سيكون باستطاعة القوات الأمريكية العودة إلى الوطن، والاسترخاء وأخذ الأمور بهدوء لأن الوضع الإستراتيجي في المنطقة لا يبدو أنه يوحي بإمكانية حصول ذلك".
وبين أبي زيد الأسباب التي دعته لهذا التوقع؛ وهي: نمو ما أسماه بـ"التطرف السني" وكذلك الشيعي، ثم الصراع العربي "الإسرائيلي"، وأخيرًا اعتماد العالم على نفط المنطقة العربية، مؤكدًا أن هذه الأمور مجتمعة ستبقي الأميركيين في هذه المنطقة لفترة طويلة.
وحول ما تعانيه أمريكا بسبب مصادر الطاقة أكد أبي زيد على ضرورة البحث عن سبل تقلل من اعتماد أمريكا على الطاقة الأجنبية .
وحث أبي زيد الولايات المتحدة على العمل من أجل تحقيق الوسائل التي من شأنها تحويل صراعات المنطقة العربية والإسلامية إلى قضايا سياسية تحل بالسبل الدبلوماسية .
وصنف أبي زيد ما تقوم به أمريكا حاليًا بأنه صراع عسكري بنسبة 80%، في حين لا تمثل السبل الدبلوماسية أكثر من 20% وطالب بمحاولة عكس الأمور .
وسبق لأبي زيد أن أعلن أن الحكومة العراقية لن تستقر بشكل كافي حتى تتمكن من تصريف أمور الحكم وحدها، ولن يتأتى ذلك قبل مضي فترة تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات.
وشغل أبي زيد قيادة قوات الاحتلال الأمريكي في شمال العراق، ويقدمه الجيش باعتباره الرجل الذي يستطيع أن يكسب العقول، وبخاصة في العالم العربي بسبب أصوله العربية حيث ترجع أصوله إلى مهاجرين لبنانيين هاجروا إلى أمريكا القرن الماضي، كما أنه يتحدث العربية بطلاقة ويدعي حب العرب .