صرح مسؤول كردي اليوم بأن حكومة إقليم كردستان العراق أغلقت مكاتب حزب سياسي لتعاطفه مع متمردي حزب العمال الكردستاني الانفصاليين .
وأوضح فؤاد حسين رئيس مكتب مسعود البارزاني رئيس الحكومة الإقليمية الكردية بأنه قد تقرر "إغلاق كافة مقرات الأحزاب الكردية المتعاطفة مع حزب العمال الكردستاني في أربيل".
وبيّن حسين أنه قد تم بالفعل صباح اليوم إغلاق مقر حزب "الحل الديمقراطي الكردستاني"، مؤكدًا على أن المرحلة الأولى ستقتصر على إغلاق مقراتهم، وإن استمروا في نشاطاتهم فسوف يتم اعتقالهم .
وأكد حسين على أن "هناك مقرًا لهم في محافظة السليمانية وآخر في محافظة دهوك ستغلق أيضًا" .
وأضاف: "نحن حتى الآن نعرف أن هذا الحزب (حزب الحل الديمقراطي الكردستاني) متعاطف مع حزب العمال، وإذا ثبت أن هناك أحزابًا أخرى متعاطفة مع حزب العمال فسنغلقها أيضًا" .
من ناحية أخرى تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم، من اسطنبول حيث يحضر فعاليات مؤتمر دول جوار العراق، باتخاذ إجراءات عاجلة ضد متمردي حزب العمال المتمركزين في شمال العراق، مؤكدًا على رفض بلاده التام لأن تكون قاعدة ومنطلقًا لهجمات الإرهابيين .
وأعلن علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية اليوم، من اسطنبول حيث يشارك وفد بلاده في مؤتمر دول جوار العراق، استعداد بغداد لاعتقال زعماء حزب العمال الكردستاني الذي يستخدم شمال العراق لشن هجمات على تركيا.
وقال الدباغ إن العراق مستعد لاتخاذ أي إجراء مشترك مع أنقرة لضمان ألا يمثل متمردو حزب العمال الكردستاني أي تهديد بعد الآن.
ومن جهتها وصفت أنقرة السلطات الأمريكية والعراقية بأنها لم تف بتعهداتها التي قطعتها على نفسها، وحذرت من أنه ما لم تتخذ إجراءات فورية فإنها ستتوغل عبر الحدود لقمع متمردي الحزب الذين يتخذون من شمال العراق قاعدة لشن هجمات قاتلة ضد تركيا.
وعلى الصعيد نفسه حذر الجنرال جوزيف رالستون القائد المتقاعد في القوات الجوية، والذي شغل منصبًا رفيعًا في الناتو، من أن تهديدات تركيا باجتياح شمال العراق ليست مجرد تهديدات جوفاء, وإنما هي إنذار جدي؛ لأن تركيا لم يعد أمامها خيار آخر.
وأضاف رالستون: "مفتاح حل كل هذا الوضع المتشابك يكمن في أن تفي واشنطن بالتزاماتها أمام تركيا التي كانت حليفًا قويًا للناتو ولواشنطن".
وكان رالستون قد رفض مسبقًا الكشف عن أسرار تقديم استقالته قبل أسابيع من منصبه كمبعوث للرئيس الأمريكي جورج بوش للتعامل مع حزب العمال الكردستاني في تركيا، لكن بعض التقارير تؤكد أن السبب هو شعوره بالإحباط بسبب فشل الإدارة الأمريكية في التصرف كما ينبغي ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وتصل أعداد الجنود الذين حشدتهم تركيا على طول الحدود مع العراق إلى مائة ألف جندي مدعومين بالدبابات والمدفعية والمروحيات المقاتلة.
وتحث كل من واشنطن وموسكو إضافة إلى بغداد أنقرة على الامتناع عن القيام بأي عمل عسكري في المنطقة، ومحاولة الوصول لأهدافها عبر الحلول الدبلوماسية .