أنت هنا

23 شوال 1428
المسلم - وكالات

أعلن اليوم الرئيس الباكستاني برويز مشرف فرض حالة الطوارئ في ‏باكستان فيما طوقت الشرطة الباكستانية والقوات شبه العسكرية مبنى ‏المحكمة العليا فور صدور هذا القرار .‏
وذكرت مصادر باكستانية نقلاً عن أحد مساعدي مشرف أنه يستعد لتوجيه ‏كلمة للشعب الباكستاني في وقت لاحق الليلة لتبرير قراره فرض حالة ‏الطوارئ في البلاد .
ومن جهتها أعلنت المحكمة العليا الباكستانية تعليقها لقرار حكومة برويز ‏مشرف إعلان حالة الطوارئ، الأمر الذي أثار نوعًا من الفوضى على ‏الساحة الباكستانية .‏
وبحسب مصادر باكستانية فقد أعلن نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني ‏السابق رفضه للقرار الصادر عن حكومة مشرف مؤكدًا أن من شأنه إدخال ‏البلاد في نفق مظلم، وسوق البلاد نحو فوضى واسعة .‏
وسبق إعلان مشرف لقراره بفرض الطوارئ، خروج بناظير بوتو من ‏باكستان وإعلانها بشكل متكرر رفضها لإعلان حالة الطوارئ، خوفًا من ‏دخولها تحت طائلة الحساب عن أعمال الفساد التي نسبت إليها .‏
ويعني إعلان حالة الطوارئ إقالة كافة القضاة في المحكمة الدستورية العليا، ‏بمن فيهم رئيسها، وهو الأمر الذي يشير إلى أن مشرف بصدد إشعال ثورة داخل باكستان، وقد أكدت بعض المصادر الأمنية مغادرة رئيس المحكمة العليا لمكتبه بمبنى المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة، تخوفًا من تطور الأمور، باعتبار أنه قد أصبح مقالاً في نظر الرئيس مشرف.
وبحسب شهود العيان فإن قوات الأمن الباكستانية قد تم نشرها داخل ‏محطات تلفزيونية وإذاعية في إسلام أباد اليوم، كما انتشر عدد كبير من ‏عناصر القوات شبه العسكرية المسلحة وقوات الحرس التابعين لوزارة ‏الداخلية حول مبنى المحكمة العليا.
وكان مصدر أمني بارز قد أكد سعي مشرف للحصول على موافقة حكومته ‏على قراره بفرض حالة الطوارئ في البلاد بغرض تأجيل الانتخابات ‏المقررة في يناير المقبل، وإجهاض القرار الذي ستصدره المحكمة الدستورية العليا بشأن بطلان ترشح مشرف لفترة رئاسية جديدة .
ويأتي إعلان مشرف حالة الطوارئ في باكستان وسط تزايد في أعمال ‏الجيش، وبخاصة في شمال أفغانستان مع القبائل العشائرية المتاخمة ‏لأفغانستان .‏
وتشهد باكستان توترًا أمنيًا متزايدًا منذ أحداث مسجد الأحمر في العاصمة ‏إسلام أباد والذي راح ضحيته مئات من طلاب العلم، جراء اقتحام الجيش ‏للمسجد وملحقاته من المدارس، الأمر الذي أثار حفيظة الشعب الباكستاني ‏المعروف بتدينه .‏
وحثت أمريكا، ولا تزال، حكومة مشرف على اتخاذ إجراءات حاسمة بشأن ‏ما أسمته بالعناصر النشطة التابعة لتنظيم القاعدة في الشمال الباكستاني ‏متهمة إسلام أباد بالتراخي في التعامل معها رغم مليارات الدولارات التي ‏منحتها إياها الولايات المتحدة .‏
وأدى تدخل الجيش الباكستاني في المناطق الحدودية القبلية إلى إثارة حفيظة ‏زعماء القبائل هناك الأمر الذي أعلنوا بسببه انسحابهم من اتفاقية السلام ‏الموقعة مع باكستان، وهو ما أدى لحدوث اشتباكات عنيفة بين الطرفين.‏