اعترف مبعوث الولايات المتحدة إلى الصومال "جون ييتس" بخطأ الإدارة الأمريكية في تقدير معارضي الوجود الإثيوبي في الصومال .
وأوضح ييتس أن احتلال القوات الإثيوبية للأراضي الصومالية قد زاد من مشكلات ذلك البلد الإفريقي، كما ألمح إلى وقوع أخطاء جسيمة في الصومال .
وفي محاولة منه لتحويل مسار الإعلام، أعرب ييتس عن استيائه مما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة من إطلاق قوات الاحتلال الإثيوبي النار على متظاهرين ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى الأسبوع الماضي، مؤكدًا على أن اتهام أي أحد بارتكاب جرائم حرب أمر يحتاج إلى دليل.
وكانت المنظمات الحقوقية والإغاثية قد وجهت انتقاداتها لحكومة الصومال الانتقالية بقيادة عبدالله يوسف، حيث وصفتها بعرقلة جهود الإغاثة .
ولم ينكر ييتس ما لاقته الهيئات الإغاثية من عقبات بسبب القوات الحكومية في الصومال والتي حالت دون توزيع المساعدات على الصوماليين النازحين بسبب الاشتباكات التي تشهدها العاصمة مقديشو، ولكنه ألمح إلى عزم بلاده على التدخل لتصحيح الأخطاء.
وفي محاولة من أديس أبابا لإقناع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف بتعيين رئيس للوزراء يراعي المصالح الإثيوبية، فقد وصل وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفن أمس إلى بيداوا مقر البرلمان الصومالي المؤقت، لإجراء مباحثات بهذا الشأن .
وذكرت مصادر في بيداوا أن عبد الرزاق آدم حسن المستشار السياسي للرئيس الصومالي قد رفض ذلك، وقال إن تعيين رئيس الحكومة شأن داخلي .
جدير بالذكر أن هناك مصالح مشتركة بين حكومة الصومال الانتقالية وإثيوبيا التي دعمت هذه الحكومة في مواجهة قوات المحاكم الإسلامية التي سيطرت على غالب أرض الصومال ونشرت الأمن فيها .
من جهة أخرى قتل جندي إثيوبي ومدنيان صوماليان أمس في مقديشو في تبادل إطلاق نار أثناء عملية تمشيط قام بها الجيش الإثيوبي ضد متمردين في حي في جنوب العاصمة الصومالية .
وبحسب إفادة الشهود فقد بدأ إطلاق النار بينما كان جنود إثيوبيون يفتشون منازل بحثا عن متمردين قبل الفجر في قلب العاصمة الساحلية، وأن أربعة مدنيين أصيبوا برصاصات طائشة وشظايا قذائف مدفعية.
وقد أثرت المعارك في قدرة موظفي الإغاثة على العمل في إطار ما وصفته 39 منظمة خيرية الأسبوع الماضي بأنه "مأساة إنسانية" آخذة في التكشف، وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ثلاثة أيام من القتال تسببت في نزوح 88 ألف شخص أضيفت محنتهم إلى محنة مئات الآلاف الذين فروا من العنف في وقت سابق من العام.
وذكر شهود أن السكان يخرجون بأعداد كبيرة من المدينة سيرا على الأقدام أو في عربات أو على ظهور الدواب، حيث يتوجهون إلى بلدة أفجوي غربي مقديشو، أو يتوقفون في ملاذات مؤقتة على الطريق.