زعم الرئيس الأمريكي جورج بوش تحسن الأوضاع الأمنية بالعراق منذ وصول التعزيزات التي قاربت الـ 20 ألف جندي إضافي إلى بغداد وما جاورها، ولكنه عاد لينقض ما قال بتأكيده على أن "مهمة أمريكا هناك لم تنته بعد".
وادعى بوش حاجة العراقيين لمزيد من الوقت كي يصبحوا مجتمعاً مسالماً، في إشارة منه إلى أن الوجود الاحتلالي للقوات الأمريكية للعراق يساعد العراقيين على الوصول إلى مرحلة المسالمة، معتبراً أن الوضع في العراق يتحسن بالرغم مما أطلق عليه "بعض الصعوبات".
ولكي يبدو واقعيًا بعض الشيء، فقد اضطر بوش لأن يقر بأن هناك "أجزاءًا من العراق لا تزال تشهد العنف"، لكنه في حديثه لبعض المتطوعين الأمريكيين أول أمس ركز على أن "العنف أقل في بعض المحافظات وكذلك بغداد وجوارها" .
وحول الاقتتال الداخلي وارتفاع النعرة الطائفية منذ دخول قوات الاحتلال الأمريكية، فقد اعترف بوش بأن "عملية المصالحة الوطنية في العراق لم تتقدم بالقدر المطلوب"، ولكنه حاول تجميل الصورة بقوله: "أنها تحصل على المستوى المحلي" دون إعطاء تفاصيل.
وعلى الصعيد الميداني أراد بوش التركيز على أن قوات الاحتلال الأمريكية تحكم قبضتها على الساحة العراقية، وذلك بالإلحاح على أن القوات الأمريكية والعراقية استطاعت أن تقتل أو تلقي القبض على 1500 متمرد بصورة شهرية منذ يناير الماضي.
جدير بالذكر أن الجنرال الأمريكي جون أبي زيد والذي سبق وقاد قوات الاحتلال الأمريكية بالعراق قد أكد خلال محاضرة له بإحدى الجامعات الأمريكية على أن خروج أمريكا من العراق لن يتأتى قبل نصف قرن تقريبًا، على حد تعبيره .
يشار أيضًا إلى أن النفط العراقي يمثل أهمية كبرى للولايات المتحدة في العراق، وبخاصة في ظل الفوضى الأمنية التي يشهدها هذا القطر العربي بفعل قوات الاحتلال الأمريكي نفسها، إذ تمكن هذه الأوضاع أمريكا من التصرف بالثروة النفطية للعراق دون رقيب .
وكان العديد من نواب الكونجرس الأمريكي قد طالبوا الإدارة الأمريكية مؤخرًا بالسعي وراء توفير مصادر جديدة للطاقة لتيسير الخروج من العراق.