أنت هنا

24 شوال 1428
المسلم - وكالات

أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس تجاوز الأزمة السياسية التي اعترت ‏حكومة الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى التزام حكومته بتنفيذ اتفاقية السلام ‏الشامل الموقعة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان .‏
وصرح البشير قبيل مغادرته الخرطوم إلى بورندي أن الاجتماع الرئاسي ‏تمكن من تجاوز الأزمة السياسية تمامًا، وأنه تم بحث كل القضايا والتوصل ‏إلى اتفاق تام حولها، ما عدا قضية تابعية منطقة "أبيي".‏
ومن جهته قال سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس ‏حكومة الجنوب وزعيم الحركة الشعبية والذي كان في وداع البشير في ‏مطار الخرطوم أن الطرفين تجاوزا الأزمة تمامًا واتفقا حول مختلف ‏القضايا، وأنه سيتم التداول حول قضية "أبيي" مستقبلاً .‏
وكان اجتماع بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قد عقد مساء ‏الجمعة وضم البشير وسلفاكير، وانتهى إلى اتفاق على رؤية مشتركة لإنهاء ‏الأزمة الناشبة منذ منتصف الشهر الماضي .‏
وشكل الجانبان لجنة فنية مشتركة لوضع القرارات التي تم الاتفاق عليها ‏وتنفيذها في جدول زمني لا يتجاوز العام الحالي .‏
ويتوقع أن يصدر الرئيس ونائبه في الأيام المقبلة قرارات لتفعيل روح ‏الشراكة بين الحزب والحركة، تتبعها احتفالات رسمية.‏
ومن جهة أخرى أوضح وزير شؤون الرئاسة في حكومة الجنوب الدكتور ‏لوكا بيونق إلى أن اجتماع البشير وسلفاكير انتهى إلى الاتفاق على كل ‏القضايا التي طرحت للنقاش. ‏
وبين بيونق أن عودة وزراء الحركة الشعبية لمقاعدهم بالحكومة سيرجع إلى ‏قرارات سيصدرها البشير وسلفاكير.‏
وأوضح بيونق أنه لم يتم التمكن من تجاوز الخلافات حول تابعية منطقة ‏‏"أبيي" الغنية بالنفط والتي يطالب بها كل من الطرفين، فضلاً عن قضية ‏ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، ولكنه أشار إلى أن هناك اتفاق لحل ‏هاتين المسألتين خلال اليومين المقبلين .‏
يذكر أن هاتين المسألتين على رأس مسائل دفعت الحركة الشعبية لسحب ‏وزرائها من الحكومة في 11 من الشهر الماضي . ‏
وعلى الصعيد ذاته قال وكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق إن ‏الرؤية المشتركة التي تم الاتفاق عليها لمعالجة القضايا العالقة ستكون ‏موضع التنفيذ، وأن الأزمة في طريقها للانفراج. ‏
وأضاف صديق أن الطرفين قررا تشكيل لجنة فنية لتطبق بنود اتفاق السلام ‏الشامل الموقع في نيفاشا بكينيا في يونيو 2005 والمتعلقة بالإحصاء العام ‏للسكان والحدود والمصالحة الوطنية قبل 31 ديسمبر المقبل. ‏
ووافق الطرفان كذلك على توصيات هيئة مراقبة وقف إطلاق النار فيما ‏يتعلق بنشر قوات على طول الحدود بين الشمال والجنوب. ‏
وقال رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن ‏الترابي إن السودان لن يعود إلى الحرب ثانية ولو تقطعت كل أطرافه، ‏وهناك معترك للحريات والسلطة. ‏
وأضاف أن خيار انفصال الجنوب هو الأرجح الآن، وأن "أبيي" كانت ورطة ‏في اتفاق السلام من العسير الرجوع فيها، والعلاقة بين حزب المؤتمر ‏الوطني والحركة الشعبية أصبحت معلولة.‏