أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس تجاوز الأزمة السياسية التي اعترت حكومة الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى التزام حكومته بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل الموقعة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان .
وصرح البشير قبيل مغادرته الخرطوم إلى بورندي أن الاجتماع الرئاسي تمكن من تجاوز الأزمة السياسية تمامًا، وأنه تم بحث كل القضايا والتوصل إلى اتفاق تام حولها، ما عدا قضية تابعية منطقة "أبيي".
ومن جهته قال سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب وزعيم الحركة الشعبية والذي كان في وداع البشير في مطار الخرطوم أن الطرفين تجاوزا الأزمة تمامًا واتفقا حول مختلف القضايا، وأنه سيتم التداول حول قضية "أبيي" مستقبلاً .
وكان اجتماع بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قد عقد مساء الجمعة وضم البشير وسلفاكير، وانتهى إلى اتفاق على رؤية مشتركة لإنهاء الأزمة الناشبة منذ منتصف الشهر الماضي .
وشكل الجانبان لجنة فنية مشتركة لوضع القرارات التي تم الاتفاق عليها وتنفيذها في جدول زمني لا يتجاوز العام الحالي .
ويتوقع أن يصدر الرئيس ونائبه في الأيام المقبلة قرارات لتفعيل روح الشراكة بين الحزب والحركة، تتبعها احتفالات رسمية.
ومن جهة أخرى أوضح وزير شؤون الرئاسة في حكومة الجنوب الدكتور لوكا بيونق إلى أن اجتماع البشير وسلفاكير انتهى إلى الاتفاق على كل القضايا التي طرحت للنقاش.
وبين بيونق أن عودة وزراء الحركة الشعبية لمقاعدهم بالحكومة سيرجع إلى قرارات سيصدرها البشير وسلفاكير.
وأوضح بيونق أنه لم يتم التمكن من تجاوز الخلافات حول تابعية منطقة "أبيي" الغنية بالنفط والتي يطالب بها كل من الطرفين، فضلاً عن قضية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، ولكنه أشار إلى أن هناك اتفاق لحل هاتين المسألتين خلال اليومين المقبلين .
يذكر أن هاتين المسألتين على رأس مسائل دفعت الحركة الشعبية لسحب وزرائها من الحكومة في 11 من الشهر الماضي .
وعلى الصعيد ذاته قال وكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق إن الرؤية المشتركة التي تم الاتفاق عليها لمعالجة القضايا العالقة ستكون موضع التنفيذ، وأن الأزمة في طريقها للانفراج.
وأضاف صديق أن الطرفين قررا تشكيل لجنة فنية لتطبق بنود اتفاق السلام الشامل الموقع في نيفاشا بكينيا في يونيو 2005 والمتعلقة بالإحصاء العام للسكان والحدود والمصالحة الوطنية قبل 31 ديسمبر المقبل.
ووافق الطرفان كذلك على توصيات هيئة مراقبة وقف إطلاق النار فيما يتعلق بنشر قوات على طول الحدود بين الشمال والجنوب.
وقال رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي إن السودان لن يعود إلى الحرب ثانية ولو تقطعت كل أطرافه، وهناك معترك للحريات والسلطة.
وأضاف أن خيار انفصال الجنوب هو الأرجح الآن، وأن "أبيي" كانت ورطة في اتفاق السلام من العسير الرجوع فيها، والعلاقة بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أصبحت معلولة.