حثت طهران اليوم السلطات العراقية على إرجاء استفتاء حول مدينة كركوك للفصل في تبعية المدينة الغنية بالنفط لإقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، من عدمه .
وكان وزير الخارجية الإيراني "منوشهر متكي" قد تقدم بطلب إرجاء الاستفتاء في اجتماع دول جوار العراق الذي شهدته مدينة اسطنبول التركية، إلا أنه أشار إلى أن قضية التوغل التركي في الشمال العراقي لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني قد سيطرت على أحداث المؤتمر .
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية فإن الطرح الإيراني لم يحظ باهتمام كبير، ولكنها أوضحت أن متكي اقترح إرجاء الاستفتاء المقرر إجراؤه بحلول 31 ديسمبر المقبل ولمدة عامين .
وعلى الصعيد ذاته بين مسؤول إيراني مطلع أن طهران على قناعة بأن بغداد تواجه على أرض الواقع العديد من القضايا السياسية المثيرة للانقسامات بما فيها كيفية اقتسام عائدات النفط بالتساوي، حيث ينظر إلى كركوك على أنها قضية شائكة .
وزعمت طهران أن خطتها تهدف للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق، وحاولت أن تنفي عن نفسها نشر العنف في العراق ودعم الميليشيات الشيعية هناك .
جدير بالذكر أن لدى إيران أقلية كردية تخشى من ركوبها لموجة الانفصال عنها إذا سيطر أكراد كردستان العراق على مدينة كركوك وثروتها النفطية، وهو نفس الأمر الذي تخشاه أنقرة .
ويطالب الأكراد والعرب والتركمان الذين يتحدثون بالتركية بأحقيتهم في مدينة كركوك القديمة التي تقع على بعد 250 كم شمالي بغداد، حيث يعتبرها الأكراد عاصمتهم التاريخية، فيما يريدها العرب الذين انتقلوا إليها إبان حكم صدام حسين باقية تحت سيطرة بغداد .
ويرى المحللون أن النزاع بشأن كركوك قد يفجر أعمال عنف جديدة قد تتدخل فيها تركيا بشكل أو بآخر ما لم يتم التعامل بحرص.
وشهدت كركوك عدة تفجيرات وإطلاق للنار واشتباكات متفرقة خلال الأشهر الأخيرة .
وبموجب الدستور العراقي الجديد فمن المقرر إجراء الاستفتاء الداخلي بين سكان كركوك بحلول نهاية العام الجاري، في الوقت الذي لم تتخذ فيه حكومة نوري المالكي في بغداد أي استعدادات بما في ذلك إجراء تعداد لسكان المدينة .