أنت هنا

24 شوال 1428
المسلم - وكالات

حثت طهران اليوم السلطات العراقية على إرجاء استفتاء حول مدينة ‏كركوك للفصل في تبعية المدينة الغنية بالنفط لإقليم كردستان العراق الذي ‏يتمتع بحكم شبه ذاتي، من عدمه .‏
وكان وزير الخارجية الإيراني "منوشهر متكي" قد تقدم بطلب إرجاء ‏الاستفتاء في اجتماع دول جوار العراق الذي شهدته مدينة اسطنبول التركية، ‏إلا أنه أشار إلى أن قضية التوغل التركي في الشمال العراقي لملاحقة ‏عناصر حزب العمال الكردستاني قد سيطرت على أحداث المؤتمر .‏
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية فإن الطرح الإيراني لم يحظ باهتمام كبير، ‏ولكنها أوضحت أن متكي اقترح إرجاء الاستفتاء المقرر‎ ‎إجراؤه بحلول 31 ‏ديسمبر المقبل ولمدة عامين .‏
وعلى الصعيد ذاته بين مسؤول إيراني مطلع أن‎ ‎طهران على قناعة بأن ‏بغداد تواجه على أرض الواقع العديد من القضايا السياسية المثيرة ‏للانقسامات‎ ‎بما فيها كيفية اقتسام عائدات النفط بالتساوي، حيث ينظر إلى ‏كركوك على أنها قضية‎ ‎شائكة .‏
وزعمت طهران أن خطتها تهدف للمساعدة في تحقيق الاستقرار في ‏العراق، وحاولت أن تنفي عن نفسها نشر العنف في العراق ودعم ‏الميليشيات الشيعية هناك .‏
جدير بالذكر أن لدى إيران أقلية كردية تخشى من ركوبها لموجة الانفصال ‏عنها إذا سيطر أكراد كردستان العراق على مدينة كركوك وثروتها النفطية، ‏وهو نفس الأمر الذي تخشاه أنقرة .‏
ويطالب الأكراد والعرب والتركمان الذين يتحدثون‎ ‎بالتركية بأحقيتهم في ‏مدينة كركوك القديمة التي تقع على بعد 250 كم شمالي بغداد، حيث ‏يعتبرها الأكراد عاصمتهم التاريخية، فيما يريدها العرب الذين انتقلوا إليها‎ ‎إبان حكم صدام حسين باقية تحت‏‎ ‎سيطرة بغداد .‏
ويرى المحللون أن النزاع بشأن كركوك قد يفجر أعمال‎ ‎عنف جديدة قد ‏تتدخل فيها تركيا بشكل أو بآخر ما لم يتم التعامل بحرص. ‏
وشهدت كركوك عدة‎ ‎تفجيرات وإطلاق للنار واشتباكات متفرقة خلال ‏الأشهر الأخيرة .‏
وبموجب الدستور العراقي الجديد فمن المقرر إجراء‎ ‎الاستفتاء الداخلي بين ‏سكان كركوك بحلول نهاية العام الجاري، في الوقت الذي لم تتخذ فيه ‏حكومة نوري المالكي في بغداد أي استعدادات بما في ذلك‎ ‎إجراء تعداد ‏لسكان المدينة .‏