أنت هنا

26 شوال 1428
المسلم - وكالات

صرح الرئيس التركي عبدالله جول‎ ‎اليوم بتوصل أنقرة لقرار حول كيفية ‏التعامل مع متمردي حزب العمال‎ ‎الكردستاني في الشمال العراقي .‏
وامتنع جول عن إيضاح ماهية القرار التركي، ولكنه أكد على أن أنقره ترى ‏أن‎ ‎المتمردين الأكراد مصدر زعزعة لاستقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن ‏‏"استقرار العراق لا يمكن‎ ‎تحديده بمكافحة الإرهاب في بغداد أو أي مكان ‏آخر" .‏
وبحسب وكالة الأسوشيتد برس فقد شدد جول في تصريحاته على أن: ‏‏"المنظمة الإرهابية في الشمال تزعزع استقرار العراق" .‏
وتأتي تصريحات جول عقب يوم واحد من تعهد الرئيس الأمريكي جورج ‏بوش لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان خلال لقائهما أمس في ‏واشنطن، بتقديم مساعدات استخباراتية‎ ‎لتركيا لملاحقة متمردي حزب العمال ‏الكردستاني .‏
وكشف جول عن الهدف من زيارة أردوجان لواشنطن، والمتمثل في إطلاع ‏الإدارة الأمريكية بالقرار‎ ‎التركي الذي اتخذته حكومته حول كيفية التعامل ‏مع المتمردين الأكراد .‏
وأستطرد جول في تصريحاته موضحًا أن: "تركيا أجرت استعداداتها ‏وقررت الخطوة المقبلة في هذا‎ ‎الشأن قبيل مغادرة رئيس الحكومة" .‏
وأعطى البرلمان التركي في أكتوبر الماضي حكومة أردوجان حق التوغل‎ ‎العسكري بالأراضي العراقية لملاحقة العناصر الإرهابية التابعة لحزب ‏العمال الكردستاني، فيما حشد الجيش التركي قرابة المائة ألف مقاتل على ‏طول الحدود مع العراق، داعمًا إياهم بالدبابات والمدفعية الثقيلة إضافة ‏للمروحيات العسكرية .‏
وتحث الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها تركيا على محاولة حل القضية ‏الكردية بشكل دبلوماسي، والتحلي بالصبر قبل الدخول في عمليات عسكرية ‏عبر الحدود مع العراق، معربة عن خوفها من زعزعة أمن حكومة بغداد ‏الهشة .‏
وكان بوش قد صرح بالأمس من واشنطن في مؤتمر صحفي مشترك مع ‏أردوجان، بأن الإدارة الأمريكية ستبذل‎ ‎قصارى جهدها لمساعدة الطرف ‏التركي، حيث أعلن أن حزب العمال الكردستاني عدو للولايات المتحدة ‏والعراق كما هو عدو لتركيا، معربًا عن أمله، في الوقت ذاته، في تفادي وقوع عمل ‏عسكري.‏
ومن جهته اعتبر أردوجان في حديث مع صحيفة إيطالية قبل لقائه بوش أنه في حال ‏اتخاذ الحكومة العراقية لإجراءات عاجلة ودائمة ضد حزب العمال الكردستاني على ‏الأراضي العراقية فإن الحكومة التركية قد لا تستخدم عندها الإذن الذي أعطاها إياه ‏البرلمان لشن عملية عسكرية في شمال العراق . ‏
وجدد حزب العمال الكردستاني على لسان قادته ويدعى "مورات كارايلان" دعوته تركيا إلى التفاوض بشكل مباشر مع الحزب، ‏مؤكدًا على أن العمليات العسكرية لن تُنهي الحزب من الوجود .‏
وكانت تركيا قد رفضت بشكل قاطع التفاوض مع حزب العمال الكردستاني باعتباره يفتقد إلى الشرعية، كما رفضت التفاوض مع قيادة إقليم كردستان العراق، معتبرة أن حكومة بغداد المركزية هي الجهة الوحيدة المخولة بالتفاوض في هذا الأمر.