كشف تقرير صادر عن مركز "جلوبال ريسيرش" الكندي عن وجود عشرين قاعدة أمريكية جديدة تم إنشاؤها في العراق بكلفة إجمالية 1.1 مليار دولار.
وجاء هذا الكشف ضمن استعراض التقرير لشبكة القواعد العسكرية الأمريكية في العالم والتي بلغت قرابة الثمانمائة قاعدة، والتي تمثل الذراع الطولى للولايات المتحدة؛ حيث تمكنها من النيل من أي جهة، وتكلف الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات بشكل سنوي .
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد طالب الكونجرس بتخصيص مبلغ 46 مليار دولار إضافي لميزانية الدفاع عام 2008 لتبلغ المائتي مليار دولار، فيما يتوقع أن يتسبب هذا الأمر في معركة سياسية جديدة بين الإدارة الجمهورية والكونجرس الديمقراطي.
وبحسب التقرير فإن نسبة ميزانية الدفاع ستقارب الـ 5% من إجمالي الناتج القومي الأمريكي، بينما كانت 3% فقط عندما تولى بوش رئاسة أمريكا، ثم ارتفعت إلى 4% في عام 2007 .
وأوضح التقرير أن حربا العراق وأفغانستان هما السبب الرئيس وراء طلب الإدارة الأمريكية هذه الزيادة في المخصصات المالية لشئون الدفاع .
وإضافة لما سبق ذكره فقد أكد مركز العلاقات الدولية الأمريكي الذي أنشئ بهدف جعل أمريكا عضوا أكثر مسئولية في المجتمع الدولي وجود مخطط لتيار المحافظين الجدد يدعم إنشاء خمس قواعد عسكرية جديدة في إفريقيا بنهاية عام 2008 .
كذلك أكد هربرت دوسينا الباحث بمركز أبحاث "فوكاس" في آسيا مساعي أمريكا لبناء قاعدة عسكرية جنوب الفلبين مدللا على صحة ذلك بأن الإدارة الهندسية للبحرية الأمريكية منحت عقدا بـ 450 مليار دولار لشركة أمريكية لتوفير المساعدات الإنسانية ودعم عمليات وخدمات القواعد العسكرية المؤقتة.
واستعرض التقرير الكندي شبكة القواعد العسكرية الأمريكية في العالم والتس شملت القواعد الأرضية والبحرية والجوية والتجسسية والمخابراتية والمستخدمة في أغراض التدريب وتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التي يستخدمها الجيش الأمريكي في أي مكان.
هذا بخلاف القواعد العسكرية المتواجدة على الأراضي الأمريكية والتي تصل إلى ستة آلاف قاعدة حسب تقديرات شهر فبراير الماضي.
وأوضح التقرير أن هناك سبع دول جديدة قد أضيفت إلى قائمة الدول التي تسمح بوجود قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها .
وبين التقرير وجود 325 ألف جندي أمريكي منتشرين في العالم دخل هذه القواعد بزيادة قدرها مائة ألف جندي بعد أحداث سبتمبر .
وأشار التقرير إلى أن العديد من القواعد الجديدة التي أنشأتها الولايات المتحدة مؤخرا هي قواعد تجسسية ومخابراتية متصلة بالأقمار الصناعية.
وحدد التقرير التوزيع العددي للمقاتلين الأمريكان حول العالم بـ 116 ألفا في أوروبا،97 ألفا في آسيا، 40ألفا في كوريا الجنوبية، ومثلهم في اليابان 3500 في قطر، 1500 في البحرين،800 في إفريقيا، 700 في جوانتانامو، 400 في هندوراس، 150 في كندا، 500 في قاعدة دييجو جارسيا في المحيط الهندي،200 في أستراليا، 200 في سنغافورة، 100 في الفلبين، 120 في تايلاند، 600 ألف في البحار .
ووقعت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2006 اتفاقا مع نظيرها البلغاري ايفاليو كالفين يسمح بانتشار 2500 جندي أمريكي في بلغاريا لمدة عشر سنوات قادمة يزدادوا الي خمسة آلاف بعد مضي شهر علي توقيع الاتفاق.
وأنشأت أمريكا نحو أربعة عشر قاعدة جديدة في الخليج العربي وحوله خلال السنوات الأخيرة كما بنت وعززت عشرين قاعدة في العراق تكلفت 1،1 مليار دولار.
وتستمر المفاوضات الأمريكية مع عدد من الدول منها المغرب والجزائر ومالي وغانا والبرازيل وأستراليا وبولندا والتشيك وأوزبكستان وطاجكيستان وكيرجيستان وإيطاليا وفرنسا؛ بهدف إنشاء مزيد من القواعد العسكرية أو التوسع في القواعد الموجودة بالفعل .
وجراء وجود معارضة قوية تعتبر تلك القواعد الأمريكية انتهاكا لسيادة دولهم، فقد زادت حركات المقاومة والمنظمات المدنية الداعية لتفكيك هذه القواعد، كما تشكلت الشبكة الدولية لإزالة القواعد العسكرية الأمريكية والتي تحاول توعية الدول بتأثير هذه القواعد على الصعيد السياسي والاجتماعي والبيئي .