تضاربت آراء المراقبين الأميركيين حول سلامة ترسانة باكستان النووية في ظل الأزمة السياسية الداخلية التي سببها إعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف لحالة الطوارئ بالبلاد وتعليق العمل بالدستور.
فقد حث جون بلتون مندوب أمريكا السابق لدى الأمم المتحدة إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش على مواصلة دعم مشرف، الذي تلقت حكومته 10 مليارات دولار على مدار ست سنوات .
وأوضح بولتون أن المخاوف الأمريكية حول ترسانة باكستان النووية لا تتعلق بالأمور الفنية أو التقنية الخاصة بتلك الترسانة، ولكنها تتعلق بالمقام الأول بالمناحي السياسية التي قد تفضي إلى حدوث انقسام بالجيش، حينها سيكون "الوضع بالغ الخطورة" .
وأشار بولتون إلى وجود عناصر "متشددة" داخل المؤسسة العسكرية الباكستانية على الرغم من محاولات مشرف تحجيمهم في مناصب دنيا، إلا أنهم منتشرون، ومشرف "لا يملك مرونة الديكتاتور العسكري الحقيقي". وفي إشارة واضحة منه إلى مباركته للخطوة التي أقدم عليها مشرف بفرضه للأحكام العرفية، طالب بولتون الإدارة الأمريكية إلى النظر إلى ما وراء تطبيق الديمقراطية في باكستان، ووصف الوضع بأنه بالغ التعقيد والخطورة، وأن فرض الطوارئ يعد تأمينًا لترسانة باكستان النووية، التي يجب أن تكون في سلم أولوياتنا.
ومن جهة أخرى رأى ريتشارد هولبروك، مندوب أمريكا السابق لدى الأمم المتحدة إبان حكم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، أن "الأمر يجب أن يكون مصدرًا لقلق الجميع، فهذا وضع متقلب بصورة استثنائية، لا نريد أن نرى باكستان وقنابلها، تقع في أيدي أشخاص مثل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أو القاعدة".
وقال المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، السيناتور جو بيدن "أنا قلق للغاية بهذا الشأن .. فباكستان تمتلك ما بين 24 إلى 55 سلاحًا نوويًا" كالقنابل والصواريخ البعيدة المدى التي يمكن أن تشق طريقها إلى البحر المتوسط.
وطمأن نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريتشاد أرميتاج، الجميع لكون الأسلحة النووية الباكستانية متفرقة، كما أنها تحت حماية الجيش.
وتخشى أمريكا من أن يفضي تدهور الأوضاع على الساحة الداخلية في باكستان إلى إحراز المقاتلين القبائليين المتواجدين في الشمال لمكاسب واسعة قد يكون من بينها سيطرتهم على شيء من السلاح النووي الباكستاني.