أنت هنا

4 ذو القعدة 1428
المسلم - وكالات

تضاربت آراء المراقبين الأميركيين حول سلامة ترسانة باكستان النووية في ‏ظل الأزمة السياسية الداخلية التي سببها إعلان الرئيس الباكستاني برويز ‏مشرف لحالة الطوارئ بالبلاد وتعليق العمل بالدستور. ‏
فقد حث جون بلتون مندوب أمريكا السابق لدى الأمم المتحدة إدارة الرئيس ‏الأمريكي جورج بوش على مواصلة دعم مشرف، الذي تلقت حكومته 10 ‏مليارات دولار على مدار ست سنوات .‏
وأوضح بولتون أن المخاوف الأمريكية حول ترسانة باكستان النووية لا ‏تتعلق بالأمور الفنية أو التقنية الخاصة بتلك الترسانة، ولكنها تتعلق بالمقام ‏الأول بالمناحي السياسية التي قد تفضي إلى حدوث انقسام بالجيش، حينها ‏سيكون "الوضع بالغ الخطورة" .
وأشار بولتون إلى وجود عناصر "متشددة" داخل المؤسسة العسكرية ‏الباكستانية على الرغم من محاولات مشرف تحجيمهم في مناصب دنيا، إلا ‏أنهم منتشرون، ومشرف "لا يملك مرونة الديكتاتور العسكري الحقيقي". ‏وفي إشارة واضحة منه إلى مباركته للخطوة التي أقدم عليها مشرف بفرضه ‏للأحكام العرفية، طالب بولتون الإدارة الأمريكية إلى النظر إلى ما وراء ‏تطبيق الديمقراطية في باكستان، ووصف الوضع بأنه بالغ التعقيد ‏والخطورة، وأن فرض الطوارئ يعد تأمينًا لترسانة باكستان النووية، التي ‏يجب أن تكون في سلم أولوياتنا. ‏
ومن جهة أخرى رأى ريتشارد هولبروك، مندوب أمريكا السابق لدى الأمم ‏المتحدة إبان حكم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، أن "الأمر يجب أن ‏يكون مصدرًا لقلق الجميع، فهذا وضع متقلب بصورة استثنائية، لا نريد أن ‏نرى باكستان وقنابلها، تقع في أيدي أشخاص مثل الرئيس الإيراني أحمدي ‏نجاد أو القاعدة".‏
وقال المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، السيناتور جو بيدن ‏‏"أنا قلق للغاية بهذا الشأن .. فباكستان تمتلك ما بين 24 إلى 55 سلاحًا ‏نوويًا" كالقنابل والصواريخ البعيدة المدى التي يمكن أن تشق طريقها إلى ‏البحر المتوسط.
وطمأن نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريتشاد أرميتاج، الجميع ‏لكون الأسلحة النووية الباكستانية متفرقة، كما أنها تحت حماية الجيش.‏
وتخشى أمريكا من أن يفضي تدهور الأوضاع على الساحة الداخلية في ‏باكستان إلى إحراز المقاتلين القبائليين المتواجدين في الشمال لمكاسب واسعة ‏قد يكون من بينها سيطرتهم على شيء من السلاح النووي الباكستاني. ‏