هاجم الرئيس الأمريكي جورج بوش الكونجرس الأمريكي واصفًا تصرفاته بعدم النضوج، وقال عن نوابه إنهم يتصرف "مثل مراهق حصل على بطاقة اعتماد جديدة".
وجاء هجوم بوش للكونجرس بسبب "فشله في احترام تعهدات بوش المالية"، على حد تعبير بوش، الذي استخدم اليوم حق الفيتو للمرة الخامسة خلال ولايته؛ لنقض مشروع موازنة جديد تقدم به الكونجرس الذي يسيطر عليه نواب ديمقراطيون بقيمة 600 مليار دولار، متهمًا نواب ذلك الحزب بتبديد المال العام والتخطيط لرفع الضرائب.
ووصف بوش الميزانيات المخصصة لوزارات التعليم والعمل والصحة بأنها تتضمن الكثير من المال المهدر، والمتمثل في بناء متاحف في السجون ومدرسة بحرية وبرنامج لتعليم اللغة البرتغالية.
وحث بوش نواب الكونجرس على "تقليص النفقات ووقف الإنفاق غير المبرر" قبل التوقيع على المشروع.
وأوضح بوش أن هذا العام وحده اقترح قادة الكونجرس إنفاق 22 مليار دولار إضافية على ما تتضمنه موازنته، وأضاف: "بعضهم يدعي أن هذا لا يشكل فارقاً كبيراً، لكن ما يخيف هنا هو أنهم يعنون ذلك".
وقال: إن أعضاء الكونجرس خائفون من تحمل مسؤوليات الأعباء المالية ويتمسكون بهذه الفلسفة، في حين أن انتخاب غالبيتهم جاء استناداً إلى تعهدات بتحمل المسؤولية، لكن حتى الآن فإنهم يتصرفون كمراهق حصل على بطاقة اعتماد جديدة.
وحذر بوش نواب الكونجرس من الكيفية التي يتم بها رفع الضرائب، واتهم النواب بإقحام ضريبة جديدة في كل خطوة تتم دراستها.
ومن جهة أخرى طالب بوش أعضاء الكونجرس بإقرار مشروع قانون التمويل الإضافي للحرب الذي طرحه عليهم، وقال: إن "مسؤولية الكونجرس واضحة؛ إذ يجب ألا يبدأ إجازة عيد الميلاد من دون تقديم الأموال التي يحتاجها جنودنا على الخطوط الأمامية لتحقيق النجاح"، على حد زعمه.
وأضاف بوش: "أعرف أن البعض في الكونجرس يعارضون قراري حول العراق، لكن أياً كان موقفهم من الحرب، يجب أن نكون قادرين على الاتفاق على أن قواتنا تستحق الدعم الكامل من قادتهم في واشنطن".
واستخدم بوش حق "الفيتو" أربع مرات، كان أولها في نوفمبر الماضي، حين رفض قانونًا يربط تمويل حرب العراق بجدول زمني للانسحاب منها.
وكانت صحيفة الواشنطن بوست قد كشفت أمس عن دراسة جديدة تقدم بها النواب الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي، حيث أكدوا من خلالها أن "التكاليف المستترة" رفعت تكلفة الحرب في العراق وأفغانستان إلى نحو 5.1 تريليون دولار.
وأوضح التقرير الواقع في 21 صفحة أن حرب العراق وأفغانستان كلفت العائلة الأمريكية المكونة من 4 أشخاص أكثر من 20 ألف دولار، وأنها قد تزيد على الضعف لتصل إلى 46300 دولار خلال العقد القادم مع تحمل الولايات المتحدة تكاليف اقتصادية تصل إلى 5.3 تريليون دولار إذا استمر الصراع بمستواه الحالي.