أنت هنا

7 ذو القعدة 1428
المسلم - صحف

أكدت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات أن سياسة واشنطن تجاه المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الشيعي بزعامة عبد العزيز الحكيم ستزيد الخلاف بين الجماعات الشيعية، الأمر الذي يمنح طهران دورًا سياسيًا أكبر بنهاية المطاف .
ومن المعلوم أن المجلس الشيعي بزعامة الحكيم يمثل أساس التحالف السياسي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي؛ لتمتعه بعلاقات وثيقة مع واشنطن منذ غزو أمريكا للعراق عام 2003 على عكس الحركة الشيعية المنافسة التي يتزعمها مقتدى الصدر.
وقد حثت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات الإدارة الأمريكية على التعامل باتزان تجاه الحركات الشيعية، وتحديدًا ذات الثقل منها، وقالت إن ما خلقته الإدارة الأمريكية من التنافس بين الجماعات الشيعية سيكون له أكبر الأثر في مستقبل العراق موخاصة على صعيد الصراع الطائفي بين السنة والشيعة .
ووصفت المجموعة التي تتخذ من بلجيكا مقرًا لها الدور الأمريكي في تأييده التام لمجلس الحكيم بإشعال التنافس بين هذه الحركات، وحذرت من خطورة هذه المناورة .
كما أشارت المجموعة إلى أن اعتماد الاحتلال الأمريكي على مقاتلي جيش بدر التابع للمجلس الأعلى في مواجهة ميليشيا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر "سيكون له آثار عكسية ويسبب استقطابًا بين الشيعة ويخلق أساسًا لصراع مستوطن بين أطيافها".
وأوضح التقرير حال الساحة العراقية بأنه "بينما تسعى واشنطن وبتصميم على إشاعة الاستقرار في العراق، فإن المجلس الأعلى مصمم على تولي الحكم في البلاد".
ونعت التقرير تنافس المجلس الأعلى مع مقتدى الصدر بأنه صراع طبقي بين تجار شيعة من الصفوة يمثلون المجلس، ومجموعة شيعية أكثر عددًا بكثير لكنها تنتمي لطبقة أدنى تؤيد بشدة مقتدى الصدر.
لكن المجموعة قالت إن المجلس لا يمكنه أن يسود بمفرده في انتخابات حرة وسيواجه تحديا قويا من حركة الصدر حتى إذا سعى للسلطة على رأس ائتلاف من الأحزاب السياسية، ونتيجة لذلك فإنه قد يسعى إلى دعم إيراني أكبر في المعركة على السلطة.
وقال التقرير أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تجبر المجلس على القيام بتغيير أساسي يشمل حركة تطهير بين أعضائه الذين تورطوا في أعمال قتل وتعذيب طائفية وتصريحات مثيرة للانقسام.
يشار إلى أن قوات الاحتلال الأمريكية حاولت في الفترة الأخيرة إضعاف ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر والمتواجدة في الجنوب العراقي لصالح ميليشيا بدر التابعة للحكيم، حيث واجهتها عسكريًا، وكشفت العديد من جرائمها، في نفس الوقت الذي تحاول فيه التستر على مذابح الحكيم وطائفته.