أعلنت قوى سياسية في الداخل اللبناني عن تواصل المساعي لتحقيق توافق حول اختيار قائد الجيش العماد ميشيل سليمان رئيسًا للبنان في جلسة البرلمان المقرر عقدها يوم الجمعة القادمة .
فمن جهته أكد النائب إلياس عطاالله من الأكثرية الحاكمة اليوم على أن انتخاب رئيس للبنان قد يتم في جلسة الجمعة المقبلة أو خلال "الأيام القليلة المقبلة" وأن الاتصالات جارية للتوافق على العماد سليمان.
وقال عطاالله: "صعوبة انعقاد الجلسة الجمعة يعود فقط إلى ضيق الوقت، إنما العمل جار جديا للتوافق على العماد سليمان" لشغل هذا المنصب.
وحول التعديلات الدستورية المطلوبة لوصول سليمان إلى سدة الرئاسة، أوضح النائب اللبناني أنها لا تمثل مشكلة في حال التوافق السياسي، وقال: "في جلسة واحدة يمكن التعديل والانتخاب عندما يكون هناك توافق سياسي".
وينص الدستور اللبناني على ضرورة استقالة موظفي الفئة الأولى من مناصبهم قبل عامين من تسلمهم مقاليد الرئاسة الأولى، وهو ما لا ينطبق على العماد سليمان قائد الجيش حتى هذه اللحظة، كما ان الأكثرية النيابية في لبنان قد تحفظت في السابق على وصول عسكري لسدة الحكم، أو إجراء تعديل دستوري .
ومن جهة أخرى قال عمار حوري النائب عن تيار المستقبل اليوم: "قبلنا بتعديل الدستور في سبيل الوصول إلى توافق على اسم قائد الجيش"، موضحًا أن هذه الخطوة أتت "بعد حصول الفراغ في موقع الرئاسة وبعدما أعلن البطريرك الماروني نصرالله صفير موافقته على أي اسم من خارج لائحته يحظى بالتوافق"، وقال: "كلنا في لبنان تعودنا مع حصول التسويات السياسية أن تتسارع الأمور إلى أبعد الحدود" .
واعتبر النائب محمد فنيش وزير حزب الله المعارض والمستقيل من الحكومة أن طرح اسم العماد سليمان "سمعناه في الإعلام، ولا ندري مدى جديته", مستبعدا انعقاد جلسة للبرلمان يوم الجمعة القادم لأن "انعقادها مرتبط بالتوافق الذي لم تظهر مؤشراته بعد, إلا إذا حدث مستجد ما"، مشيرًا إلى ضرورة موافقة ميشيل عون النائب المعارض والحليف لحزب الله.
ورجح سيمون أبي رميا أحد مستشاري عون عدم التوافق خلال 48 ساعة. وأبدى النائب علي بزي من كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري أحد قادة المعارضة, عدم تحفظ كتلته على العماد سليمان ما دامت ستتوافر فيه متطلبات التوافق وإن تطلب ذلك تعديلا دستوريا .
وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد حدد يوم الجمعة القادم موعدا جديدا لجلسة الانتخاب بينما انتقلت صلاحيات رئيس الجمهورية موقتا الى الحكومة مجتمعة منذ منتصف ليل الجمعة الماضية.
وبحسب النائب السابق لرئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي فإن الجيش يمثل مؤسسة جامعة ومشتركة بين اللبنانيين, كما أنه يمثل مرجعية نصرانية لنصارى لبنان الذين يشعرون تجاهه بالأمن والاستقرار .
