اعتبرت هيئة علماء المسلمين العراقية السنية الاتفاق العراقي الأمريكي الأخير فضيحة ورهن لمستقبل العراق وثرواته .
وقالت الهيئة في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يحيي بهذه الخطوة الخراب في البلاد ويدعم مؤسسات التدمير ويصنع لهؤلاء الذين أتى بهم دكتاتورية يباركها لهم بترسيخ وجودها وتقديم الدعم لها .
وأدانت الهيئة هذا الإعلان باعتباره يتجاهل إرادة الشعوب والمواثيق الدولية وينتهك حقوق الإنسان العراقي .
وتعجب البيان الصادر عن الهيئة من تناقض الإدارة الأمريكية، التي سبق وأعربت عن شعورها بالإحباط من حكومة نوري المالكي، كما صدرت تقييمات من قادته العسكريين تؤكد بأن المالكي يشكل تهديداً يعيق جهود واشنطن في العراق أكثر من تنظيم القاعدة والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
وفي الوقت الذي صدر فيه تقرير أمريكي رسمي يفيد بأن الحكومة العراقية برئاسة المالكي ينخرها الفساد إلى حد يعطي انطباعاً بأنه سيقضي على موارد البلاد كلياً وأن مكتب المالكي تدخل أحياناً لإغلاق تحقيقات فتحت بحق سياسيين متحالفين مع الحكومة، إذا ببوش يجتمع بالمالكي ليبحث معه اتفاقات ذات مساس بسيادة العراق والمصالح العليا له .
وبينت الهيئة أن الإدارة الأمريكية بهذا الاتفاق تؤكد على وجود هذه الحكومة الفاسدة وتبارك خراب العراق على يديها، وتدعم مؤسسات التدمير، وتصنع لهذه الحكومة الشيعية دكتاتورية مدعومة من قبلها ومعترف بها كجهة ممثلة لشعب سحقت فيه كل معاني الحرية، وغيبت إرادته، وباعته بأبخس ثمن، ألا وهو البقاء في السلطة .
ووصفت الهيئة في بيانها ما تضمنته هذه الوثيقة من الدعم الأمريكي للحكومة الحالية وأجهزتها الأمنية المتورطة في قتل أبناء الشعب العراقي وتعذيبهم في أقبية سجونها وممارسة التطهير العرقي والطائفي بحقهم بشهادة منظمات دولية لحقوق الإنسان، وتقديم العون لها لتصفية أعدائها مثل المقاومة العراقية المشروعة، وتمهيد السبيل لعقد اتفاقات أمنية وعسكرية طويلة الأمد وغير ذلك، بأنه رهن للعراق ومستقبله وثرواته بيد جلاديه، وهي فضيحة بكل ما لهذه الكلمة من معانٍ وأبعاد.
ودانت هيئة علماء المسلمين هذه الوثيقة واعتبرتها باطلة لا قيمة لها ولا تساوي الحبر الذي كتبت به .. مؤكدة أن الشعب العراقي بكل قواه الوطنية ومقاومته الشرعية لن يعترف بأي اتفاق يبرم في ظل الاحتلال يمس سيادة العراق ومصالحه العليا" .
ودعت الهيئة الرئيس الأمريكي "ومن معه أن يكفوا عن تجاهل إرادة الشعوب والمواثيق الدولية وانتهاك حقوق الإنسان العراقي وأن يفكروا بدلاً من ذلك بالتكفير عن خطيئتهم بحق هذا الشعب والاعتراف بما سببوه له من قتل ودمار ونهب للثروات".
ووقعت الحكومة العراقية برئاسة المالكي الاثنين الماضي على اتفاقية تعاون وصداقة طويلة الأمد مع الإدارة الأمريكية تشتمل على تأكيدات من الحكومة العراقية بشأن تمسكها بطلب تمديد ولاية قوات الاحتلال الأمريكية وأذنابها المتعددة الجنسيات على العراق من مجلس الأمن .