أنت هنا

20 ذو القعدة 1428
المسلم-وكالات:

أدى الرئيس الباكستاني برويز مشرف اليوم الخميس اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة بعد أن تخلى أمس عن زيه العسكري محتفظا بكل الصلاحيات لإبقاء الجيش أداة طيعة في يده.
وقال مشرف عقب أدائه اليمين إن عودة زعيمي المعارضة نواز شريف وبينظير بوتو للبلاد هو "شيء جيد" للمصالحة السياسية، في تأكيد على وجود "صفقة" من نوع ما بين الأطراف الثلاثة لن تكون بالقطع في مصلحة البلاد التي قادها تحالفها الوثيق مع واشنطن إلى الارتماء في أحضان من كان رجل الشارع الباكستاني العادي يصنفهم على الدوام على أنهم أعداء للأمة.

وكانت بوتو (شيعية) رئيسة وزراء باكستان السابقة، وشريف رئيس الوزراء الذي أطاح به مشرف في انقلاب عام 1999 قد عادا إلى البلاد مؤخرا، بعد سنوات في المنفى، للمشاركة في الانتخابات العامة التي من المقرر أن تجرى في الثامن من يناير المقبل على الرغم من التصريحات العلنية حول احتمال مقاطعتهما لها إذا استمر فرض حالة الطوارئ، التي كان مشرف قد أعلنها في البلاد في الثالث من نوفمبر الجاري.

وكان مشرف قد تخلى أمس عن قيادة الجيش الباكستاني، في خطوة لم ينظر إليها المراقبون بكثير اهتمام، نظرا لأنه بحكم موقعه الرئاسي يملك التحكم الكامل في الجيش عبر كونه القائد الأعلى له وفق الدستور، كما أنه يملك إقالة وزير الدفاع أو رئيس الأركان أو أي قائد عسكري مهم. ويلمح المراقبون إلى وجود "اتفاق" من نوع ما بين الأطراف السياسية الباكستانية لا يستثنى منه نواز شريف الذي عاد هذه المرة مستفيدا من درس إبعاده الأول، مؤكدا أنه "طوى صفحة الماضي"، ويتساءل المراقبون عن دور كل طرف من الأطراف الرئيسية الباكستانية في "الترتيبات السياسية" التي إن لم تتم قطعا بأيدي أمريكية فإنها على الأقل تحقق "أهدافا استراتيجية" لواشنطن في باكستان.