صرح رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود أولمرت اليوم الأحد بأنه لا توجد أية الزامات أو جداول زمنية حول تحقيق "اتفاقٍ للسلام" مع نهاية العام المقبل، ناقضًا بذلك ما جرى التخطيط له والإعلان عنه في مؤتمر أنابوليس برعاية الإدارة الأمريكية الاسبوع الماضي.
وجاءت تصريحات أولمرت مع بداية اجتماع لمجلس وزراءه اليوم، حيث قال: "سنبذل جهدا لإجراء مفاوضات سريعة على أمل أنها قد تختتم بنهاية 2008 لكن بالتأكيد ليس هناك التزام بجدول زمني صارم لإتمامها" .
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد زعم أمام المؤتمرين في أنابوليس مشاركة واشنطن بفاعلية لصنع "السلام"، مشككًا في الوقت ذاته في صحة أقوال من قللوا من فرص التوصل لاتفاق قبل انتهاء فترة رئاسته، في إشارة منه إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" .
ووافق أولمرت عند إطلاق "محادثات سلام" أنابوليس على السعي للتوصل لاتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية العام المقبل، وهو الأمر الذي لا يزال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يراهن عليه حتى اللحظة.
وحث أولمرت وزراء حكومته على الحذر، مؤكدًا على أنه لا يعتزم تقديم "أية تنازلات دون خطوات في المقابل من الفلسطينيين"، في إشارة منه إلى شركائه اليمينيين في الائتلاف الحاكم .
وبحسب وكالة رويترز للأنباء فقد ثمن أولمرت من قيمة النص الذي تم تضمينه في البيان المشترك والخاص بأن أي اتفاق يتم التوصل إليه مستقبلاً "سيعتمد على الوفاء بكل الالتزامات المنصوص عليها في خارطة الطريق"، مفسرًا معناه بأنه "لن يكون على إسرائيل الوفاء بأي التزام ينبثق عن الاتفاق قبل تنفيذ كل بنود خارطة الطريق"، وهو الأمر المستحيل تحقيقه في الواقع.
وتتمحور بنود خارطة الطريق التي قدمتها الإدارة الأمريكية عام 2003 كأساس للاتفاق بين الجانبين "الإسرائيلي" والفلسطيني حول تجميد نشاط "إسرائيل" الاستيطاني في الضفة الغربية، في مقابل كبح الفلسطينيين للنشطاء والمقاومين .
وصعدت "إسرائيل" من هجماتها الإرهابية على قطاع غزة فور عودة وفدها المفاوض من أنابوليس، بزعم منع نشطاء المقاومة الفلسطينية من إطلاق صواريخهم على المستوطنات "الإسرائيلية" الملاصقة للقطاع، فيما وصف رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة من قبل الرئاسة الفلسطينية إسماعيل هنية التصعيد بأنه أولى بشائر "مؤتمر سلام" أنابوليس .
وتأتي تصريحات أولمرت في أعقاب سحب الولايات المتحدة لمشروع قرار طرحته على الأمم المتحدة يدعو إلى التصديق على ما تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر أنابوليس، إرضاءًا للطرف "الإسرائيلي" الذي وصف مسئولوه وثيقة المشروع الأمريكي بأنها غير مناسبة.
وتخشى "إسرائيل" من صدور قرار أممي يتيح للأمم المتحدة الدخول كطرف أو وسيط في "عملية السلام" بشكل لا يلائم مصالحهم، حيث تزعم كل من تل أبيب وواشنطن تحيز المنظمة العالمية ضد الدولة العبرية.