حذرت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، بنظير بوتو، من احتمال تعرض بلادها لغزو عسكري أجنبي، إن لم تستعد سيطرتها على منطقة القبائل المتاخمة لأفغانستان، مرددة ما سبق ودندنت عليه المخابرات الأمريكية من تمركز ناشطين تابعين للقاعدة وطالبان بها .
وصرحت بوتو خلال مؤتمر صحفي عقدته بمدينة بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي مع أفغانستان، وسط حشد كبير من مؤيديها: "إذا لم يكن هناك سيطرة لباكستان على مناطق القبائل، فإن القوات الأجنبية قد تأتي إلى هناك من الغد"، في إشارة منها إلى مطالب أمريكية بالتدخل عسكريًا على الأراضي الباكستانية .
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن بوتو تثمينها للعامل التنموي والاقتصادي بمناطق القبائل، "لتصفية الحركات المسلحة المؤيدة لحركة طالبان الأفغانية، والتي تزايد نشاطها مؤخراً في تلك المناطق"، مؤكدة على أن العمل العسكري ليس هو الخيار الأوحد لحل تلك المشكلة.
وعلى الرغم من تأكيدها على ضرورة استخدام القوة إلا أنها حاولت التودد لسكان تلك المناطق بقولها: "السكان في مناطق القبائل هم جزء من شعبنا، نحن نريد أن نساعدهم على العيش معنا في حياة أفضل" .
وكانت بوتو، زعيمة حزب "الشعب" الشيوعي قد أعلنت أمس السبت عن قرارها بالترشح للانتخابات النيابية في يناير المقبل، مؤكدة أن مشاركتها تأتي رغم مخاوفها من عمليات التزوير، لقطع الطريق أمام الرئيس الباكستاني برويز مشرف من الحصول على النسبة البرلمانية التي تضفي الشرعية على حالة الطوارئ التي فرضها على البلاد منذ قرابة الشهر.
وحول وجود تنسيق ما مع حزب الرابطة أوضحت بوتو أنها ستلتقي اليوم مع خصمها السابق نواز شريف، زعيم الحزب، لمناقشة التنسيقات الممكنة بين حزبيهما.
وتشهد منطقة "سوات" مواجهات دامية بين الجيش الباكستاني ومسلحي المنطقة التابعون لحركة "نفاذ الشريعة المحمدية"، التي يتزعمها مولانا فضل الله، والذي يقاتل مع أنصاره قوات الأمن الباكستانية منذ يوليو الماضي، مطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية .
وكانت منطقة القبائل قد انسحبت من اتفاق للسلام موقع بينها وبين إسلام أباد بسبب تدخلات الجيش الباكستاني في شئون الأمن الداخلي بتلك المناطق ناقضًا بذلك ما نص عليه الاتفاق؛ من منح مسلحي تلك القبائل مسئولية حفظ الأمن داخلها، الأمر الذي أشعل فتيل الاشتباكات بين الطرفين.