أصدرت الداخلية الباكستانية اليوم الأربعاء قرارًا بطرد ناشطين أميركيين في مجال حقوق الإنسان كانا يعملان بمدينة لاهور، وذلك بعد اعتقالهم أمس الثلاثاء إثر تنظيمهم لتظاهرات مناهضة للرئيس الباكستاني برويز مشرف.
وبحسب وكالة الأنباء الكويتية فإن الداخلية الباكستانية قد أصدرت أوامرها بمغادرة الناشطين "ميديا بنجامين" و"تيج باري" من جماعة "جلوبال اكستشينج" لحقوق الإنسان مساء اليوم للأراضي الباكستانية بعد أن اعتقلتهما منتصف الليلة الماضية.
وبينت الوزارة أن الناشطين قدما إلى باكستان لمراقبة الوضع السياسي فيها منذ فرض حال الطوارئ، وعيّنا حارسين أمام منزل المحامي وعضو حزب شعب باكستان "اعتزاز إحسان" الذي قاد تظاهرات المحامين الاحتجاجية على إقالة مشرف لرئيس القضاة "افتخار شودري" .
وكانت السفيرة الأميركية آن باترسون منعت الاثنين الماضي مقابلة احسان الذي انتخب رئيسا لرابطة المحكمة العليا قبل يوم من فرض حال الطوارئ في الثالث من نوفمبر الماضي.
ومن جهة أخرى، أصدرت الحكومة الباكستانية اليوم قرارات بإحالة 37 قاضيًا للتقاعد دون الحصول على مخصصاتهم المالية المتعلقة بالتقاعد.
وصرح المدعي العام الباكستاني مالك محمد قيوم للصحافيين بأن خدمات هؤلاء القضاة انتهت لحظة رفضهم إلقاء القسم الجديد تحت حكم الدستور المعدل، وتم منحهم مهلة يومين لإخلاء مساكنهم الحكومية .
وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ دولة باكستان التي يرفض فيها 60 قاضيًا إقرار حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس مشرف بصفته العسكرية.
يذكر أن الإدارة الأمريكية تتخوف من التطورات التي تشهدها الساحة الباكستانية على الصعيدين السياسي المتمثل في فرض حالة الطوارئ ورفع العمل بدستور البلاد ودخول حكومة مشرف في أزمة مع قوى المعارضة، والأمني المتمثل في حالة الاضطراب المتزايدة في منطقة القبائل العشائرية بالقرب من الحدود مع أفغانستان، حيث فشل الجيش حتى الآن في إحراز أي تقدم أمام مسلحي القبائل .
وكشفت إحدى الصحف البريطانية الاثنين الماضي عن وجود تقارير لدى الإدارة الأمريكية تتحدث عن سيناريوهات محتملة لكيفية سيطرة أمريكا على ترسانة باكستان النووية في حال تغير الأوضاع على ساحتها الداخلية.