أنت هنا

28 ذو القعدة 1428
المسلم - وكالات

اعترف مايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية ‏‎ CIA‎، بتخلص ‏وكالته قبل عامين من أشرطة تضمنت تسجيلات مصورة للتحقيقات التي ‏أجرتها وكالته مع معتقلين اشتبه حينها، أي عام 2002، في انتمائهم لتنظيم ‏‏"القاعدة" .‏
وبحسب وكالةCNN ‎‏ الإخبارية فإن هايدن ادعى في رسالة بعث بها ‏لموظفيه أنه تم تدمير هذه الأشرطة تأمينًا لهوية المحققين، فيما أكدت ‏مصادر تابعة لوكالة الـCIA ‎‏ أن تدمير هذه التسجيلات جاء تجنبًا‎ ‎لفضيحة ‏اتهام عملاء الوكالة الاستخباراتية بـ"تعذيب" المعتقلين‎.‎
وأقر هايدن في رسالته بأن "هذه الشرائط تشكل خطراً أمنياًَ كبيراً"، إلا أنه ‏عزا الأمر إلى أنها "كانت ستكشف عن هوية محققي الـ ‏‎ CIA‎، الذين ‏خدموا في برنامج التحقيق"، وقد يعرضهم وأسرهم للانتقام من القاعدة ‏والمتعاطفين معها، على حد ادعائه .‏
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش، قد صادق على نظام تحقيقات سرى‎ ‎جديد عام 2002، من شأنه السماح باستخدام ما أطلق عليه، تلطفًا، "وسائل ‏مشددة" في التحقيق، وهى الوسائل التي وصفتها القوى المعارضة لإدارة ‏بوش بأنها تعني "تعذيب" المعتقلين‎.‎
واعترف هايدن في رسالته لموظفيه بأن هذه الأشرطة سجلت عام 2002،‎ ‎في إطار برنامج سري للاحتجاز والاستجواب، بدأت وكالة الاستخبارات في ‏تنفيذه بعد‎ ‎اعتقال "أبو زبيدة"، أحد القادة العسكريين لتنظيم القاعدة، إلا أنه ‏زعم توقف العمل بمقتضى هذا البرنامج نهاية العام نفسه .‏
وكان هايدن قد كشف الشهر الماضي امتناع وكالته عن تسليم القضاء ‏الفيدرالي لأشرطة الفيديو الخاصة بتحقيقات جرت مع‎ ‎زكريا الموسوي، ‏الذي اعتقل بتهمة التخطيط لهجمات سبتمبر 2001، موضحًا أنه تم التخلص ‏منها عام 2005، أي بعد طلب المحكمة الاتحادية الاطلاع عليها، وهو ما ‏أظهر بوضوح كذب مسؤولي الـ ‏CIA‏ حين أنكروا،‏‎ ‎آنذاك، وجود مثل هذه ‏الشرائط لدى وكالتهم.‏
ومن جهة أخرى كانت القاضية الاتحادية ليوني‎ ‎برينكيما، التي باشرت قضية ‏محاكمة زكريا الموسوي، قد كشفت الشهر الماضي عن شعورها بالإحباط ‏جراء تقديم الحكومة‎ ‎الأمريكية "معلومات غير صحيحة" تتعلق بالمحاكمة.‏
وقالت برينكيما: إنه لم يعد بإمكانها الثقة بوكالة الاستخبارات الأمريكية‎ ‎CIA،‎ ‎وغيرها من الهيئات الحكومية، بعد الآن، بسبب الطريقة التي تتعامل ‏بها مع الأدلة‎ ‎السرية في القضايا المتعلقة بـ"الإرهاب" .‏