اعترف مايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، بتخلص وكالته قبل عامين من أشرطة تضمنت تسجيلات مصورة للتحقيقات التي أجرتها وكالته مع معتقلين اشتبه حينها، أي عام 2002، في انتمائهم لتنظيم "القاعدة" .
وبحسب وكالةCNN الإخبارية فإن هايدن ادعى في رسالة بعث بها لموظفيه أنه تم تدمير هذه الأشرطة تأمينًا لهوية المحققين، فيما أكدت مصادر تابعة لوكالة الـCIA أن تدمير هذه التسجيلات جاء تجنبًا لفضيحة اتهام عملاء الوكالة الاستخباراتية بـ"تعذيب" المعتقلين.
وأقر هايدن في رسالته بأن "هذه الشرائط تشكل خطراً أمنياًَ كبيراً"، إلا أنه عزا الأمر إلى أنها "كانت ستكشف عن هوية محققي الـ CIA، الذين خدموا في برنامج التحقيق"، وقد يعرضهم وأسرهم للانتقام من القاعدة والمتعاطفين معها، على حد ادعائه .
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش، قد صادق على نظام تحقيقات سرى جديد عام 2002، من شأنه السماح باستخدام ما أطلق عليه، تلطفًا، "وسائل مشددة" في التحقيق، وهى الوسائل التي وصفتها القوى المعارضة لإدارة بوش بأنها تعني "تعذيب" المعتقلين.
واعترف هايدن في رسالته لموظفيه بأن هذه الأشرطة سجلت عام 2002، في إطار برنامج سري للاحتجاز والاستجواب، بدأت وكالة الاستخبارات في تنفيذه بعد اعتقال "أبو زبيدة"، أحد القادة العسكريين لتنظيم القاعدة، إلا أنه زعم توقف العمل بمقتضى هذا البرنامج نهاية العام نفسه .
وكان هايدن قد كشف الشهر الماضي امتناع وكالته عن تسليم القضاء الفيدرالي لأشرطة الفيديو الخاصة بتحقيقات جرت مع زكريا الموسوي، الذي اعتقل بتهمة التخطيط لهجمات سبتمبر 2001، موضحًا أنه تم التخلص منها عام 2005، أي بعد طلب المحكمة الاتحادية الاطلاع عليها، وهو ما أظهر بوضوح كذب مسؤولي الـ CIA حين أنكروا، آنذاك، وجود مثل هذه الشرائط لدى وكالتهم.
ومن جهة أخرى كانت القاضية الاتحادية ليوني برينكيما، التي باشرت قضية محاكمة زكريا الموسوي، قد كشفت الشهر الماضي عن شعورها بالإحباط جراء تقديم الحكومة الأمريكية "معلومات غير صحيحة" تتعلق بالمحاكمة.
وقالت برينكيما: إنه لم يعد بإمكانها الثقة بوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، وغيرها من الهيئات الحكومية، بعد الآن، بسبب الطريقة التي تتعامل بها مع الأدلة السرية في القضايا المتعلقة بـ"الإرهاب" .