طالب الرئيس الليبي معمر القذافي، لدى وصوله لشبونة للمشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي وإفريقيا التي تبدأ اليوم السبت، الدول الغربية التي استعمرت الدول العربية في الماضي بدفع "تعويضات عن الاحتلال ونهب الخيرات".
وقال القذافي خلال لقاء مع أكثر من 400 من الطلاب ومن أعضاء هيئة التدريس في جامعة لشبونة: "لا بد للدول الاستعمارية أن تعوض الشعوب التي احتلتها ونهبت خيراتها".
وردا على سؤال عما إذا كانت التعويضات ستبحث في القمة قال القذافي: "نعم ستكون التعويضات عن فترة الاستعمار أحد بنود القمة الرئيسية". كما طالب بأن تقوم تلك الدول "بإزالة الألغام التي زرعتها في أراضي الشعوب" التي استعمرتها.
وتأتي تصريحات القذافي استباقا للقمة الأوروبية الإفريقية التي تفتتح في العاصمة البرتغالية لشبونة اليوم، وتعقد لأول مرة منذ سبعة أعوام. وتناقش القمة عددا من القضايا في مقدمتها التجارة والهجرة والبيئة وحقوق الانسان والتعاون الاقتصادي. وعشية انعقاد القمة قال رئيس الوزراء البرتغالي خوزيه سقراطيس: إن المناخ السائد هو ضرورة إقامة حوار سياسي بين القارتين بشكل عاجل. وأضاف: كل القضايا مطروحة للنقاش.
وينظر المراقبون إلى تصريحات القذافي كجزء من "دعاية" علنية أو مجرد لفت للأنظار، لا ينتظر أن يترتب عليها شيء على الأرض، حيث إن السائد ربما كان العكس، عبر دفع الدول التي استعمرت طويلا تعويضات لجلاديها تحت أي غطاء سياسي، كما فعلت ليبيا نفسها، فضلا عن أن الدول الغربية، ومن بينها فرنسا، ترفض حتى مجرد الاعتذار الشفوي عن الحقبة الاستعمارية، حيث اختتم الرئيس الفرنسي زيارته للجزائر الأسبوع الماضي من دون أن يعتذر للشعب الجزائري، الذي فقد أكثر من مليون شهيد جراء الاستعمار الفرنسي له لسنوات طويلة.