أنت هنا

1 ذو الحجه 1428
المسلم-وكالات

أعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون، بعد زيارة خاطفة لمحافظة البصرة جنوبي العراق، لم يجرؤ خلالها على البقاء فيها أكثر من ساعتين، تسليم ملفها الأمني للحكومة العراقية، بناء على رغبة رئيس وزرائها الشيعي نوري المالكي.
وذكر براون عقب وصوله الى القاعدة الجوية البريطانية في مطار البصرة الدولي مساء أمس في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، أن قوات بلاده ستسلم مسؤولية الأمن في المحافظة لقوات تابعة للحكومة العراقية في غضون أسبوعين، وعلى الرغم من زعم براون أن السبب في هذا هو تحسن الوضع الأمني، فإنه وفي إشارة واضحة إلى الوضع الأمني المتدهور في المحافظة، لم يسمح للصحفيين المرافقين لبراون بنشر نبأ وصوله إلا بعد أن غادر البصرة التي لم يجرؤ على البقاء فيها أكثر من ساعتين.
وعلى الرغم من اعتراف مدير شرطة محافظة البصرة في الأسبوع الماضي بأن قواته تفتقر إلى مقومات فرض الأمن في البصرة في حال انسحاب البريطانيين، فإن براون قال لجمع من العسكريين البريطانيين: "لقد تكلمت توا مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي طلب مني أن أشكركم للدور الذي قمتم به في بناء الديمقراطية في العراق. إن السبب في تحسن الوضع الأمني هنا هو عملكم وانجازاتكم." وأضاف أن المالكي أوصى بتسليم الملف الأمني في البصرة لقوات الأمن العراقية في غضون أسبوعين.
وتعتبر هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها براون للعراق منذ تسلمه موقعه خلفا لتوني بلير في شهر يونيو الماضي. ولبريطانيا 4500 جندي في العراق حاليا من المقرر أن يجري تقليصهم إلى 2500 منتصف العام المقبل.
وكانت لجنة الشؤون الدفاعية التابعة لمجلس العموم البريطاني قد عبّرت عن مخاوفها في وقت سابق من الشهر الجاري من أن انسحابا بريطانيا من البصرة سيؤدي إلى تسليم المدينة للميليشيات الشيعية والعصابات الإجرامية. ويتوقع أن تشهد البصرة، التي تسكنها أغلبية شيعية، معارك وصدامات بين الميليشيات التابعة للأحزاب الشيعية المختلفة، للسيطرة على الموارد الطبيعية الضخمة التي تزخر بها هذه المحافظة.