شهدت محافظة تعز اليمنية فوضى أمنية بسبب المواجهات المسلحة بين قوات الجيش اليمني وأنصار الزعيم القبلي الراحل عبدالسلام القيسي الذي قتله جنود حكوميون في سبتمبر الماضي .
كما شهدت المحافظة تطورًا آخر بسبب احتجاز قبيلة القيسي لقائد فرع قوات الأمن المركزي بمحافظة تعز، الأمر الذي تسبب في اشتباكات مسلحة بين قبيلة الشيخ القتيل وقبيلة القائد العسكري .
وبحسب صحيفة البيان الإماراتية فقد هاجم مسلحون من أنصار القيسي أول أمس قافلة عسكرية يقودها العميد الركن عبدالناصر القوسي قائد قوات الأمن المركزي بتعز ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وجرح تسعة، واحتجاز القوسي وستة من مرافقيه كرهائن للضغط على الحكومة لتسليم قتلة القيسي .
وأثار الحادث أزمة بين قبائل شرعب التي ينتمي إليها الشيخ، وقبائل الحدا التي ينتمي إليها القوسي، والتي بدأت منذ الساعات الأولى لنهار أمس الخميس في حشد مسلحيها للتوجه إلى شرعب للإفراج عن العميد القوسي والثأر لضحايا حادث الهجوم الذي تعرض له موكبه.
وبحسب الشهود فإن 500 مسلح من قبائل الحدا شوهدوا يستقلون 150 سيارة محملة بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة ومضادات الطائرات باتجاه محافظة تعز فيما فشلت النقاط والدوريات العسكرية المتمركزة هناك في إيقافهم.
واتهم نجل الشيخ القيسي قوات الأمن المركزي بالوقوف وراء المواجهات التي شهدتها منطقته مشيرا إلى وجود اتصالات رسمية وقبلية لاحتواء الموقف.
ووجهت قيادة الجيش حملة عسكرية إلى المنطقة التي يحتجز فيها القوسي سعيا لإطلاق سراح الرهائن واعتقال المتورطين في مواجهات الأربعاء.
وأكدت مصادر محلية أن نجل الشيخ القيسي سلم نفسه إلى قيادة الجيش للقاء الرئيس اليمني علي عبدالله صالح .
ومن جهته فقد ألغى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء رشاد العليمي زيارة كانت مقررة لمحافظة صعدة، حيث توجه بمروحية إلى محافظة تعز لاحتواء الموقف بين القبيلتين؛ خاصة بعد احتشاد زهاء خمسة آلاف مسلح من أبناء قبائل شرعب لمواجهة مسلحي قبيلة الحدا.
وعلى صعيد آخر فقد طالبت المعارضة اليمنية خلال مؤتمر حاشد بتشكيل لجنة حيادية لإعادة التحقيق في مقتل جارالله عمر القيادي في الحزب الاشتراكي الذي قتل قبل خمس سنوات حيث أبدى الحضور احتجاجهم ومناهضتهم للنظام الحاكم وسياساته.
وطالب المعارضون كذلك الحكومة اليمنية بالبدء في إجراءات عملية لتصفية آثار الصراعات السياسية في البلاد وبخاصة المناطق الوسطى واحترام حقوق وكرامة المواطنين .