نقلت وكالة فرانس برس للأخبار عن سكان محليين بالصومال أن عناصر تابعة لقوات المحاكم الإسلامية الصومالية السابقة قد استعادت سيطرتها أمس الجمعة على بلدة بوسط الصومال .
وأوضحت المصادر أن سيطرة قوات المحاكم الإسلامية جاءت بعد ساعات من انسحاب جيش الاحتلال الإثيوبي من بلدة جوريال الواقعة إلى الشمال من العاصمة الصومالية مقديشو .
وكانت البلدة المشار إليها تحت سيطرة جيش الاحتلال الإثيوبي منذ ديسمبر الماضي عندما تدخل جيش أديس أبابا بإيعاذ أمريكي لاحتلال الصومال التي سيطرت عليها المحاكم الإسلامية لستة أشهر فقط .
وقال محمد حاجي المي أحد زعماء القبائل في بلدة جوريال: "إن القوات الإثيوبية انسحبت من المدينة ليلاً، وعلى الفور وصل إليها المقاتلون من ميليشيات المحاكم سابقاً".
وأكد أبو قدير عدن أحد سكان البلدة أن المقاتلين الذين دخلوا إلى جوريال هم الذين كانوا يسيطرون على المنطقة قبل هجوم المحتل الإثيوبي.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي كان قد صرح قبل شهر بأن قواته تعاني من تواجدها داخل الأراضي الصومالية، وأنها دخلت نفقًا مظلمًا، مؤكدًا على أنها بصدد التراجع عنه، إلا أنه عاد ليتحفظ على انسحابه قائلاً: سنعيد قواتنا إلى الحدود مع الصومال تحسبًا لعودة المحاكم الإسلامية .
وكانت المحاكم الإسلامية قد استطاعت تأمين غالبية الأراضي الصومالية رغم قصر مدة حكمها، كما تمكنت ولأول مرة منذ سنوات الاقتتال التي عاشتها الصومال منذ 1991 من افتتاح مطار العاصمة الجوي، وكذا تسيير العمل في أكبر المواني الصومالية، فضلاً عن منع أعمال القرصنة والنهب .
وتسبب دخول جيش الاحتلال الإثيوبي النظامي إلى الراضي الصومالي في انسحاب قوات المحاكم الإسلامية، التي أعلنت فيما بعد عن إستراتيجيتها تجاه القوات المعتدية، وأنها ستمارس حرب استنزاف تجاهها .