أعلنت الحكومة الباكستانية اليوم السبت رفضها لمشاركة أي أطراف خارجية في التحقيقات الجارية حول مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو .
وبسبب الجدل الدائر حول سب وفاة بوتو، وتكذيب حزبها للبيان الذي أصدرته الداخلية الباكستانية، فقد أعربت الحكومة الباكستانية عن استعدادها لتشريح جثمان بوتو إذا طلب حزب "الشعب" ذلك.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الباكستانية، جاويد إقبال شيما، في تصريحات للصحفيين اليوم: "هذه ليست قضية تتعلق بجريمة عادية"، مضيفاً: إنها "قضية تتعلق بجريمة إرهابية" .
وجدد شيما اتهام حكومة مشرف لتنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" بالوقوف وراء مقتل بوتو في هجوم استهدف موكبها بمدينة روالندي أمس الخميس، بعد فراغها من مؤتمر انتخابي وسط أنصارها، استعداداً للانتخابات البرلمانية المقررة بداية الشهر المقبل.
وبرر شيما رفض حكومته للتدخلات الدولية قائلاً: "نحن نتفهم طبيعة الوضع في الداخل الباكستاني أكثر من أية أطراف خارجية أخرى، سلطات سكوتلانديارد لا يمكنهم تولي التحقيقات في وزيرستان، فهم لا يعرفون طبيعة الباشتون جيداً" .
وفي مواجهة الاتهامات المتزايدة للحكومة الباكستانية بتعمد "التعتيم" لعدم كشف الحقائق الخاصة باغتيال بوتو، أعرب المتحدث باسم وزارة الداخلية عن استعداد الحكومة لتشريح جثة بوتو، للرد على هذه الاتهامات.
وكان الآلاف من أنصار زعيمة حزب "الشعب" قد وجهوا أصابع الاتهام إلى الحكومة الباكستانية، ورددوا شعارات تندد بالرئيس برفيز مشرف، وتصفه بـ"بالجنرال القاتل"، كما تعالت الدعوات المطالبة بالقصاص من القتلة، وسط أجواء مشحونة خيمت على الآلاف من أنصارها.
وفيما زعمت الداخلية الباكستانية أن زعيمة المعارضة قد ماتت نتيجة اصطدام رأسها بسقف السيارة، فقد أكدت مساعدة بارزة لبوتو أنها توجهت بعد الهجوم مباشرة للاطمئنان على بوتو فرأتها وقد أصيبت بطلق ناري في الرأس.
ووصفت السكرتيرة الصحفية لحزب الشعب الباكستاني، شيري رحمن، بيان الحكومة بأنه "الأكثر غرابة، وهراء خطير"، وقالت: "من الواضح أنهم يريدون التملص من كافة المسؤوليات".
ويتناقض بيان الداخلية الباكستانية مع ما نقلته وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية عن الوزارة في وقت سابق، بأن شظية من انفجار قنبلة أودت بحياة بوتو، إلى جانب أكثر من 20 آخرين، فضلاً عن إصابة 100 على الأقل بجراح.
وأعلنت وزارة الداخلية الباكستانية في وقت سابق أيضاً، أن طلق ناري أصاب بوتو في عنقها أدى إلى وفاتها، كما أظهرت مقاطع شريط فيديو للحادث، كشفت عنه إسلام أباد، شخصاً وهو يطلق ثلاثة أعيرة نارية من مسدس باتجاه سيارة بوتو، قبل وقوع انفجار.
إلى ذلك، أشارت الحكومة الباكستانية إلى الزعيم القبلي في مناطق جنوبي البلاد والمرتبط بتنظيم القاعدة، بيت الله محسود، كمشتبه رئيسي في اغتيال بوتو. ومن جانبه أيد مسؤول أمريكي بارز اتهامات إسلام أباد، قائلاً: "هناك معلومات تقودنا للاعتقاد بأن (محسود) هو الشخص المسؤول" .
إلا أن الناطق باسم محسود نفى مزاعم إسلام أباد بتورطه في اغتيال بوتو، واصفاً إياها بـ"الدعاية الحكومية" .
وقال الملا محمد عمر في حديث لوكالة الأسوشيتد برس: "ننفى بشدة مزاعم تورط محسود في اغتيال بوتو" .
وكانت وكالة الأنباء الرسمية في باكستان قد زعمت أمس الجمعة، أن تنظيم القاعدة تبنى مسؤولية اغتيال بوتو، إلا أنه لم يتسن التأكد بصورة قاطعة أو مستقلة من تلك المزاعم.
وكانت قناة سي إن إن الإخبارية قد كشفت عن رسالة إلكترونية وجهتها بوتو للمتحدث باسمها في الولايات المتحدة الأمريكية "مارك سيجل"، تتلخص في كونها تحمّل الرئيس الباكستاني برويز مشرف مسئولية وقوع مكروه لها، موضحة رفضه للعديد من الإجراءات الأمنية التي طلبتها منه وقالت: إن "أعوانه يجعلونني أشعر بأني في خطر" .