أنت هنا

20 ذو الحجه 1428
المسلم - وكالات

أعلنت الحكومة الباكستانية اليوم السبت رفضها لمشاركة أي أطراف ‏خارجية في التحقيقات الجارية حول مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة ‏بينظير بوتو .‏
وبسبب الجدل الدائر حول سب وفاة بوتو، وتكذيب حزبها للبيان الذي ‏أصدرته الداخلية الباكستانية، فقد أعربت الحكومة الباكستانية عن استعدادها ‏لتشريح جثمان بوتو إذا طلب حزب "الشعب" ذلك. ‏
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الباكستانية، جاويد إقبال شيما، في ‏تصريحات للصحفيين اليوم: "هذه ليست قضية تتعلق بجريمة عادية"، ‏مضيفاً: إنها "قضية تتعلق بجريمة إرهابية" .‏
وجدد شيما اتهام حكومة مشرف لتنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" بالوقوف ‏وراء مقتل بوتو في هجوم استهدف موكبها بمدينة روالندي أمس الخميس، ‏بعد فراغها من مؤتمر انتخابي وسط أنصارها، استعداداً للانتخابات ‏البرلمانية المقررة بداية الشهر المقبل. ‏
وبرر شيما رفض حكومته للتدخلات الدولية قائلاً: "نحن نتفهم طبيعة الوضع ‏في الداخل الباكستاني أكثر من أية أطراف خارجية أخرى، سلطات ‏سكوتلانديارد لا يمكنهم تولي التحقيقات في وزيرستان، فهم لا يعرفون ‏طبيعة الباشتون جيداً" .‏
وفي مواجهة الاتهامات المتزايدة للحكومة الباكستانية بتعمد "التعتيم" لعدم ‏كشف الحقائق الخاصة باغتيال بوتو، أعرب المتحدث باسم وزارة الداخلية ‏عن استعداد الحكومة لتشريح جثة بوتو، للرد على هذه الاتهامات.‏
وكان الآلاف من أنصار زعيمة حزب "الشعب" قد وجهوا أصابع الاتهام إلى ‏الحكومة الباكستانية، ورددوا شعارات تندد بالرئيس برفيز مشرف، وتصفه ‏بـ"بالجنرال القاتل"، كما تعالت الدعوات المطالبة بالقصاص من القتلة، ‏وسط أجواء مشحونة خيمت على الآلاف من أنصارها. ‏
وفيما زعمت الداخلية الباكستانية أن زعيمة المعارضة قد ماتت نتيجة ‏اصطدام رأسها بسقف السيارة، فقد أكدت مساعدة بارزة لبوتو أنها توجهت ‏بعد الهجوم مباشرة للاطمئنان على بوتو فرأتها وقد أصيبت بطلق ناري في ‏الرأس.‏
ووصفت السكرتيرة الصحفية لحزب الشعب الباكستاني، شيري رحمن، بيان ‏الحكومة بأنه "الأكثر غرابة، وهراء خطير"، وقالت: "من الواضح أنهم ‏يريدون التملص من كافة المسؤوليات". ‏
ويتناقض بيان الداخلية الباكستانية مع ما نقلته وكالة الأنباء الباكستانية ‏الرسمية عن الوزارة في وقت سابق، بأن شظية من انفجار قنبلة أودت بحياة ‏بوتو، إلى جانب أكثر من 20 آخرين، فضلاً عن إصابة 100 على الأقل ‏بجراح. ‏
وأعلنت وزارة الداخلية الباكستانية في وقت سابق أيضاً، أن طلق ناري ‏أصاب بوتو في عنقها أدى إلى وفاتها، كما أظهرت مقاطع شريط فيديو ‏للحادث، كشفت عنه إسلام أباد، شخصاً وهو يطلق ثلاثة أعيرة نارية من ‏مسدس باتجاه سيارة بوتو، قبل وقوع انفجار.‏
إلى ذلك، أشارت الحكومة الباكستانية إلى الزعيم القبلي في مناطق جنوبي ‏البلاد والمرتبط بتنظيم القاعدة، بيت الله محسود، كمشتبه رئيسي في اغتيال ‏بوتو. ومن جانبه أيد مسؤول أمريكي بارز اتهامات إسلام أباد، قائلاً: "هناك ‏معلومات تقودنا للاعتقاد بأن (محسود) هو الشخص المسؤول" .‏
إلا أن الناطق باسم محسود نفى مزاعم إسلام أباد بتورطه في اغتيال بوتو، ‏واصفاً إياها بـ"الدعاية الحكومية" .‏
وقال الملا محمد عمر في حديث لوكالة الأسوشيتد برس: "ننفى بشدة مزاعم ‏تورط محسود في اغتيال بوتو" .‏
وكانت وكالة الأنباء الرسمية في باكستان قد زعمت أمس الجمعة، أن تنظيم ‏القاعدة تبنى مسؤولية اغتيال بوتو، إلا أنه لم يتسن التأكد بصورة قاطعة أو ‏مستقلة من تلك المزاعم.‏
وكانت قناة سي إن إن الإخبارية قد كشفت عن رسالة إلكترونية وجهتها بوتو للمتحدث‎ ‎باسمها في الولايات المتحدة الأمريكية "مارك سيجل"، تتلخص في كونها ‏تحمّل الرئيس الباكستاني برويز مشرف مسئولية وقوع مكروه لها، موضحة ‏رفضه للعديد من الإجراءات الأمنية‎ ‎التي طلبتها منه وقالت: إن "أعوانه ‏يجعلونني أشعر بأني في خطر" .‏