أنت هنا

22 ذو الحجه 1428
المسلم-وكالات:

اتجهت أزمة الرئاسة في كينيا إلى التصعيد بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء الاحتجاجات التي أعقبت إعلان فوز الرئيس الحالي مواي كيباكي بولاية رئاسية ثانية، وتدخلت واشنطن على الخط عبر وزارة الخارجية الأمريكية، التي هنأت كيباكي بالفوز، وأكدت أن التحقيق حول ادعاءات المعارضة بحصول عمليات تزوير، يعود إلى السلطات الكينية وحدها، فيما بقي المسلمون الذين يشكلون ثلث سكان البلاد خارج المعادلة السياسية.
وأعلن مصدر حكومي في كينيا أن السلطات أصدرت أوامر بمنع نشر وسائل الإعلام أي أنباء عن أعمال الشغب التي اجتاحت البلاد رفضاً لنتائج الانتخابات الرئاسية، وسط تأكيد بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي أن «اللجنة الانتخابية فشلت في ضمان مصداقية الانتخابات الرئاسية».
ورفضت المعارضة الكينية إعادة انتخاب كيباكي. وقالت إنها تنوي إجراء مراسم تنصيب بديلة خاصة بها لزعيمها و«رئيس الشعب» رايلا اودينجا في متنزه اوهورو بنيروبي اليوم.
وكانت السلطات الكينية قد شددت من قيودها التي تفرضها على المسلمين بالبلاد خلال تسجيل أسمائهم في القوائم الانتخابية بهدف حرمانهم من الادلاء بأصواتهم في الرئاسية التي أجريت الخميس الماضي.
وعلى الرغم من أن مسلمي كينيا الذين يجاوز عددهم الملايين العشرة يشكلون ثلث سكان كينيا، فإنهم لا يلعبون دورًا سياسياً يذكر، ويعانون من التهميش حيث إن مجلس الوزراء الكيني لا يضم إلاّ وزيرين مسلمين للتضامن الاجتماعي والتراث، وهما منصبان ثانويان.
ويعاني المسلمون في كينيا من زحف تنصيري هائل، وسيطرة يهودية متغلغلة في البلاد. لا سيما بعد إجبار الهيئات والمنظمات الإسلامية كمؤسسة الحرمين، والندوة العالمية للشباب الإسلامي على مغادرة البلاد إثر تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وكذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، مما فسح المجال أمام حركات التنصير والتهويد مثل "شهود يهوه"، والإرساليات المعمدانية الأمريكية. وتنفق هذه المنظمات أموالاً طائلة؛ لتذويب هوية المسلمين، غير أن هذا الإنفاق لم يُقابل بتحقيق نجاحات إلا نادراً، وفي أوساط القبائل الوثنية.
ومنذ وصول هذه الحركات التنصيرية وبدء نشاطها سعت الى إلغاء القضاء الشرعي، وإحداث تعديلات في قوانين الأحوال الشخصية، ولا تقف محاولات هذه الجهات عند هذا الحد؛ بل أغرقت مناطق المسلمين بأطنان من المخدرات ونبات القات الذي ينتشر تعاطيه في أوساط المسلمين بقوة.
ومن الجدير بالذكر أن الإسلام وصل كينيا في عهد عبد الملك بن مروان؛ عندما وفد إلى جزيرة "سنجا" الكينية آلاف من المسلمين الذين عمّروا المدينة، وبنوا فيها مسجداً ومراكز إسلامية، لدرجة أن بعثة بريطانية قد اكتشفت حفريات تعود إلى عصر الخليفة الأموي، ثم جاءت الموجة الثانية عبر قوافل التجار أولاً، ثم تلتهم موجة الفارين من الصراع الذي اشتعل بين الأمويين والعباسيين، فضلاً عن البدو الرحل؛ الذين جاؤوا من سلطنة عمان وزنجبار.
وينتشر الإسلام في أغلب المدن الكينية، خصوصاً في مدن الشمال والشرق الكيني، مثل "موباساى" و"كيلوا"، و"ماتيه" و"جيدي"، و"سانجي" و"لامو"، و"ماليدي" و"ماجوما"، بالإضافة إلى (300) ألف مسلم يعيشون في العاصمة نيروبي.