هدد حجاج قطاع غزة العالقين في مصر باللجوء إلى العنف في حال استمرار معاناتهم، المتمثلة في رفض السلطات "الإسرائيلية" لعودتهم إلى ديارهم .
ورفض أكثر من ألف حاج فلسطيني النزول ولو بشكل مؤقت في مخيمات الإيواء التي أقامتها السلطات المصرية، مهددين باللجوء إلى العنف في حال استمرت معاناتهم وواصلت الجهات المعنية رفض إدخالهم عبر معبر رفح الحدودي.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية فقد أكد عدد من الحجاج أنه في حال "استمر هذا الحال .. فسنلجأ إلى إغلاق الطرق وإحراق السيارات وما لدينا من أغراض تعبيراً عن رفضنا لما نحن فيه من معاناة لا تطاق".
وأكد الحجاج المتواجدون في المدينة الرياضية بالمساعيد في مدينة العريش المصرية، أنهم يعانون معاناة صعبة جراء منعهم من العودة إلى ديارهم وتركهم بصالات غير معدة داخل المدينة الرياضية.
وقال رئيس جمعية أصحاب الحج والعمرة عوض أبو مدكور إن "غالبية الحجاج رفضوا النزول إلى صالات داخل المدينة الرياضية مطالبين بالعودة الفورية إلى القطاع"، مؤكدًا حاجتهم الماسة للاغتسال بعد قضائهم ستة أيام داخل الحافلات، مشيرًا إلى انتشار بعض الأمراض بينهم.
وقال مسؤول أمني مصري إن الحجاج يرفضون طلب السلطات المصرية "كتابة إقرارات خطية" يتعهدون فيها بالعودة إلى غزة من خلال معبر إسرائيلي.
وفي الوقت نفسه طالبت وزارة الداخلية في قطاع غزة أمس، الحكومة المصرية والدول العربية بتحمل مسؤولياتها تجاه حل أزمة حجاج قطاع غزة العائدين من الديار الحجازية بعد أداء مناسك الحج.
وقالت الوزارة "إننا نؤكد على ضرورة أن تتحمل الحكومة المصرية بشكل خاص والدول العربية بشكل عام مسؤولياتها"، وأضافت "إنه يجب أن ترفض الابتزاز والضغوطات التي تمارس عليها وأن تعمل وبأقصى سرعة لإنهاء أزمة الحجاج وإدخالهم القطاع عبر معبر رفح كما خرجوا منه دون التعذر بالاتفاقيات أو غيرها وخاصة أنّ معظمهم من العجائز والمرضى والنساء".
وصرح رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية بالضفة الغربية أمس، بأنه يمكن معالجة أزمة الحجاج من قطاع غزة بطريقتين، أحدهما تسليم إسرائيل إدارة المعابر للحكومة الفلسطينية بالضفة الغربية، مشيرًا إلى أن هذه الموافقة قد تكون قريبة جداً .
وأوضح المالكي أن "دعم اللجنة الرباعية لمبادرة سلام فياض رئيس حكومة تسيير الأعمال بإدارة المعابر، سيسرع في الحصول على موافقة إسرائيلية".
وأكد المالكي على أن الرئاسة الفلسطينية وحكومة تسيير الأعمال تتحمل مسؤولياتها إزاء أزمة حجاج قطاع غزة، مشيرا إلى أن القضية مطروحة على جدول أعمال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيزور القاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك.
وعلى الصعيد ذاته استشهدت حاجة فلسطينية وأصيب أربعة آخرون جراء إطلاق الجيش "الإسرائيلي" للنار عليهم أثناء عبورهم معبر إيريز (بيت حانون) متجهين لقطاع غزة .
ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن مصدر طبي فلسطيني أمس أن "الحاجة خلدية أحمد حمدان (40عامًا) من مخيم جباليا استشهدت بعد إصابتها بعيار ناري في الرأس وأصيب أربعة حجاج آخرين بينهم زوجها إثر إطلاق النار عليهم من قبل جنود إسرائيليين في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية".