أنت هنا

27 ذو الحجه 1428
المسلم-وكالات:

وصلت جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية إلى العاصمة الكينية نيروبي، واستهلت جولتها بلقاء زعيم المعارضة رايلا اودينجا ، في خطوة لها دلالتها بعد سحب واشنطن تهنئة سابقة كانت قد قدمتها للرئيس الحالي كيباكي بعد إعلان فوزه بفترة رئاسية جديدة.
ويصر حزب الحركة الديمقراطية البرتقالية على استقالة وتشكيل هيئة وساطة معترف بها دوليا و"ترتيب مؤقت" وليس حكومة يعقب ذلك انتخابات جديدة خلال ثلاثة أشهر، لكن الحكومة الكينية رفضت ذلك، وقال الناطق باسمها الفرد موتوا للصحفيين ردا على سؤال بهذا الخصوص: "إن الحكومة لن تخضع للابتزاز. ينبغي التوقف عن استخدام العنف كوسيلة ابتزاز"، مبديا استعداد الحكومة لبحث طلب المعارضة بعد استقرار الأوضاع، وهو ما يتيح الفرصة للحكومة لقمع معارضيها وإحكام قبضتها.
من جهته، كشف عبد الله عبدي، رئيس منتدى القيادات الإسلامية في كينيا، عن تأييد مسلمي كينيا الواسع لمرشح المعارضة رايلا اودينجا، وتصويت غالبيتهم له في الانتخابات الأخيرة، بسبب تصريحاته المؤيدة لقضايا المسلمين هناك، وفقا لما نقلته عنه شبكة "إسلام أون لاين".

وقال عبدي: "إن المسلمين صدموا بنتائج الانتخابات الرئاسية مثل غيرهم؛ بسبب ما حدث فيها من تلاعب". وألقى باللوم على "لجنة الانتخابات الكينية والتي قصرت في دورها في عملية فرز دقيق لأصوات الناخبين".

وأشار في السياق ذاته، إلى أن المسلمين في كينيا تضرروا مثل غيرهم من الكينيين بأعمال العنف التي أعقبت الانتخابات، حيث شهدت مناطق يقطنها مسلمون جرائم قتل وأعمال نهب وإحراق ومحلات تجارية لهم.

ومن الجدير بالذكر أن ثلث سكان كينيا من المسلمين، وعلى الرغم من أن عددهم يجاوز الملايين العشرة، فإنهم لا يلعبون دورًا سياسياً يذكر، ويعانون من التهميش، حيث إن مجلس الوزراء الكيني لا يضم إلاّ وزيرين مسلمين للتضامن الاجتماعي والتراث، وهما منصبان ثانويان.
ويعاني المسلمون في كينيا من زحف تنصيري هائل، وسيطرة يهودية متغلغلة في البلاد. لا سيما بعد إجبار الهيئات والمنظمات الإسلامية كمؤسسة الحرمين، والندوة العالمية للشباب الإسلامي على مغادرة البلاد إثر تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وكذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، مما فسح المجال أمام حركات التنصير والتهويد مثل "شهود يهوه"، والإرساليات المعمدانية الأمريكية. وتنفق هذه المنظمات أموالاً طائلة؛ لتذويب هوية المسلمين، غير أن هذا الإنفاق لم يُقابل بتحقيق نجاحات إلا نادراً، وفي أوساط القبائل الوثنية.
ومنذ وصول هذه الحركات التنصيرية وبدء نشاطها سعت الى إلغاء القضاء الشرعي، وإحداث تعديلات في قوانين الأحوال الشخصية، ولا تقف محاولات هذه الجهات عند هذا الحد؛ بل أغرقت مناطق المسلمين بأطنان من المخدرات ونبات القات الذي ينتشر تعاطيه في أوساط المسلمين بقوة.

ومن الجدير بالذكر أن الإسلام وصل كينيا في عهد عبد الملك بن مروان؛ عندما وفد إلى جزيرة "سنجا" الكينية آلاف من المسلمين الذين عمّروا المدينة، وبنوا فيها مسجداً ومراكز إسلامية، لدرجة أن بعثة بريطانية قد اكتشفت حفريات تعود إلى عصر الخليفة الأموي، ثم جاءت الموجة الثانية عبر قوافل التجار أولاً، ثم تلتهم موجة الفارين من الصراع الذي اشتعل بين الأمويين والعباسيين، فضلاً عن البدو الرحل؛ الذين جاؤوا من سلطنة عمان وزنجبار.
وينتشر الإسلام في أغلب المدن الكينية، خصوصاً في مدن الشمال والشرق الكيني، مثل "موباساى" و"كيلوا"، و"ماتيه" و"جيدي"، و"سانجي" و"لامو"، و"ماليدي" و"ماجوما"، بالإضافة إلى (300) ألف مسلم يعيشون في العاصمة نيروبي.