أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" اليوم الأحد عن توقعاتها باستمرار ارتفاع أسعار النفط حتى نهاية الربع الأول من العام 2008، بعد تخطيها لحاجز المائة دولار مؤخرًا .
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن شكيب خليل رئيس "أوبك" الجديد ووزير الطاقة والمناجم الجزائري تصريحه بأن السبب وراء الارتفاع الحالي لأسعار النفط يعود للتوترات السياسية في باكستان وتصاعد العنف في نيجيريا المنتج الأول للنفط في إفريقيا وتراجع مخزون الخام الأمريكي.
ويعتقد البعض أن ارتفاع أسعار النفط يعكس بشكل جزئي زيادة التكهنات في سوق النفط حيث يسعى المستثمرون للحصول على عائدات سريعة عن طريق بيع وشراء العقود الآجلة.
وحذر خبراء الاقتصاد في العالم من أن ارتفاع تكاليف الطاقة قد يؤدي إلى انخفاض النمو العالمي خلال الشهور المقبلة.
ويرى بعض المراقبين أن أسعار النفط ستواصل ارتفاعها خلال السنوات الخمس المقبلة إلا إذا تعثر النمو الاقتصادي بما يؤدي لإبطاء الطلب على الوقود.
ومن العوامل التي يرجح أن تطيل أمد الموجة الصعودية لاسعار النفط والتي بدأت منذ عام 2002 هو تراجع الإنتاج في بعض المناطق خارج دول منظمة أوبك والنمو الكبير في الطلب خاصة من دول مثل الصين إضافة إلى اختناقات بصناعة تكرير النفط الخام والتي تحد من إنتاج أنواع الوقود.
وتتعلق المسألة كذلك بعوامل العرض والطلب الاساسية، والطلب يرتفع كما هو معلوم بينما توجد مشكلة هيكلية في قطاع التكرير، حيث يمثل الطلب على المنتجات ذات الجودة الأعلى إرباكًا للمصافي التي لا يمكنها مجاراة الطلب على هذه الأنواع.
يذكر أن أسعار النفط الخام كانت قد بلغت أعلى مستوياتها عام 1980 إبان الحرب الإيرانية العراقية عضوي أوبك، حيث وصل سعر البرميل إلى 101.7 دولار بسبب حدوث أزمة في الإمدادات.
ويرى المحللون كذلك أنه من الصعب التفكير في أي سيناريو لا يواصل فيه المتوسط السنوي لأسعار النفط ارتفاعها المطرد خاصة وأن نمو الطلب مازال مستقرًا رغم الأسعار المرتفعة، خاصة وأن التقرير السنوي لوكالة الطاقة الدولية يشير إلى توقعات بارتفاع الطلب العالمي على النفط بنسبة 1.3 % سنويا حتى عام 2030 .
وتؤكد أوبك مصدر ثلث الإمدادات العالمية من النفط أنه ليس بوسعها عمل الكثير لخفض الأسعار لأن أغلب أعضائها ينتجون النفط بأقصى طاقة ممكنة.
يشار كذلك إلى أن تراجع قيمة الدولار من العوامل التي ساعدت في رفع أسعار النفط .
وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول الصناعية الكبرى إنه لا يمكن استبعاد حدوث أزمة في الإمدادات في الفترة من الآن وحتى عام 2015 تؤدي إلى ارتفاع حاد ومفاجيء في الأسعار، أما شكري غانم فيقول إن عصر النفط الرخيص لم يعد له وجود .