أنت هنا

2 محرم 1429
المسلم-وكالات:

ألقت سلطات الأمن اللبنانية فجر اليوم القبض على شخص قالت إنه أحد أهم المطلوبين من مجموعة "فتح الإسلام"، في حي "أبو سمرا" في طرابلس.
ويدعى المعتقل نبيل رحيم، (34 عاما)، وهو خطيب سلفي معروف، وصاحب "دار الحديث لتعليم القرآن الكريم"، ومؤسس عدد من المعاهد الشرعية السنية في لبنان، وكان قد أوقف بعد اغتيال رفيق الحريري عام2005 وورد اسمه في ‏تقرير ميليس الأول‏.
وقد داهمت قوة أمنية لبنانية إحدى الشقق السكنية في حي "أبو سمرا" بمدينة طرابلس، وأوقفت نبيل رحيم مع زوجته، واتهمته بالانتماء لتنظيم "فتح الإسلام"، وبأنه مسؤول التنسيق بين خلايا التنظيم وجمع الدعم المادي له.
وكان تنظيم "فتح الإسلام" قد أثار لغطاً كبيراً منذ ظهوره في المشهد اللبناني عام 2006، وقال البعض إنه على صلة بتنظيم "القاعدة"، لكن الدلائل والاستنتاجات الواقعية تشير إلى ارتباط التنظيم بالمخابرات السورية، أو توظيفه من قبلها على أقل تقدير.
ومن الجدير بالذكرأن تنظيم "فتح ـ الإسلام" ولد من رحم تنظيم "فتح ـ الانتفاضة" التابع لسوريا بشكل كامل، و"ورث" مراكزه ومخازنه وأنفاقه، وجانب كبير من عناصره كانوا أعضاء في التنظيم السابق. ومن المعروف أن زعيم التنظيم شاكر العبسي، كان مسجوناً في سوريا، وأطلق سراحه، وسهّلت السلطات السورية انتقاله إلى لبنان، حيث عمل على تدريب عناصر "فتح ـ الانتفاضة" في البقاع، قبل أن يتوجه إلى مخيم نهر البارد ويعلن انشقاقه عن تنظيمه السابق. وقد نما التنظيم بسرعة كبيرة، وانضم إليه عشرات العناصر ممن يحملون فكر "القاعدة" من جنسيات مختلفة، تحت عنوان مقاتلة "إسرائيل" أو "دعم المقاومة العراقية"، لكن المغرر بهم من الشباب وعدد كبير منهم من السعوديين اكتشفوا لاحقاً ارتباط التنظيم بمجموعات لبنانية محلية لها مآرب داخلية، وأخرى مخترقة مخابراتياً.
وشكّلت الاعترافات التي أدلى بها عنصر من "فتح الإسلام" يدعى أحمد مرعي، في الأشرفية، للقاضي أحمد مزهر في جلسة 16 يوليو 2007، مرتكزاً مهماً حول العلاقة التي ربطت "فتح ـ الإسلام" بالمخابرات السورية، وتحديداً باللواء آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد، حيث اعترف مرعي بأنه كان "ضابط الاتصال الأول بين شاكر العبسي وبين رئيس جهاز المخابرات السورية اللواء آصف شوكت"، وأن شوكت قام بإرسال خبير متفجرات ذي كفاءة عالية، من سوريا إلى مخيم نهر البارد، وأن أربعة من "فتح ـ الإسلام" برئاسة السوري من أصل فلسطيني مجد الدين عبود الملقب بـ"أبو يزن" نفذوا بالفعل اغتيال الوزير بيار الجميل.
اعترافات أحمد مرعي كشفت جانباً من التركيب المعقد لتنظيم "فتح الإسلام"، وأنه تشكل من عدة مجموعات يجمعها "مجلس قيادي"، بعضها مرتبط فكريا بـ"القاعدة"، بينما ترتبط بعض المجموعات بشاكر العبسي وبضباط مخابرات سوريين.