أنت هنا

8 محرم 1429
المسلم - صحف

زعم خليل إبراهيم قائد حركة العدل والمساواة السودانية المتمردة اليوم الأربعاء أن الطيران السوداني يقصف منذ ثلاثة أيام مواقع الحركة في إقليم دارفور لفك حصارها عن مدينة الجنينة عاصمة الإقليم .
وأكدت صحيفة الاتحاد الإماراتية أن عمليات القصف المشار إليها لم يتم التعليق عليها من الجيش السوداني أو من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي "يوناميد" حتى الآن.
وادعى إبراهيم أن "طائرات من طراز أنطونوف قصفت الاثنين مواقع قريبة من مدينة صليعة شمال الجنينة (..) وأن طائرات من الطراز نفسه قصفت مواقع في شمال غرب الجنينة بالقرب من بلدتي أبوالسروج وسرف الدجاج".
وأضاف إبراهيم، الذي تؤكد حركته منذ أسابيع أنها تشدد ضغطها على الجنينة، أن عمليات القصف لم تسفر عن قتلى أو جرحى في صفوف مقاتليه، ولكنه أشار إلى سقوط "العديد من القتلى والجرحى المدنيين (..) ونفوق عدد من رؤوس الماشية".
وقال إبراهيم: يحاول السكان الاحتماء بالوديان والأشجار، موضحًا أن حركته بصدد وضع حصيلة دقيقة للخسائر الواقعة بين المدنيين، ومدعيًا "أن مقاتليه يمتنعون عن الرد على عمليات القصف هذه بمهاجمة حاميات عسكرية في محيط الجنينة خشية إصابة مدنيين"، لاختلاط عسكر الحكومة بالسكان المدنيين، بحسب ادعائه .
وكرر زعيم المتمردين تحذيره من أن هذه العمليات تؤثر بشكل مباشر على العمليات الإنسانية في المنطقة، وتهدد بنفاد المواد الغذائية، وهو ما وافق ما صرح به المتحدث باسم "يوناميد" نور الدين المزني من أن "التوتر الحالي قد لا يضر بالعمليات الإنسانية فحسب، بل كذلك بنشر قوات البعثة الجديدة في غرب دارفور وبعملية البحث عن تسوية سياسية".
وأعلنت الأمانة العامة لجامعة الدولة العربية أمس الثلاثاء عن إيفادها للسفير صلاح حليمة مبعوثاً للجامعة لدى السودان، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار مساعي الجامعة للحفاظ على مسيرة السلام في السودان، ومتابعة التطورات الخاصة بدارفور والتنسيق بشأنها مع ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وسبق للسفير حليمة، سفير مصر السابق لدى الصومال، أن ترأس الاجتماعات التنسيقية الخاصة بمؤتمر المانحين العرب لدعم وعلاج الأوضاع الإنسانية والتنموية في دارفور والذي عقد في نهاية أكتوبر الماضي.
وندد مجلس الأمن الدولي أول أمس رسميًا بالهجوم الذي شنته قوات تابعة للجيش السوداني على قوات الاتحاد الإفريقي "يوناميد" على الرغم من اعتذار الحكومة السودانية وتوضيحها أن القصف جاء نتيجة تحرك تلك القوات ليلاً ودون إذن مسبق كما جرت العادة .
وحمّلت الخرطوم واشنطن مسئولية توتر علاقاتها بمجلس الأمن، مشيرة في الوقت ذاته إلى حوادث قوات الاحتلال الأمريكية بالعراق وأفغانستان والتي راح ضحيتها مئات المدنيين، وأن الإدارة الأمريكية كانت تكتفي بالاعتذار وأن تلك الحوادث وقعت على سبيل الخطأ لا العمد .
يشار إلى تعرض الخرطوم مؤخرًا لضغوط عالية بسبب رفضه لنشر قوات أممية لـ"حفظ السلام" بدارفور، حيث يؤكد أن ذلك سينال من سيادته على أراضيه، فضلاً عن سيطرة الغرب على خيرات الإقليم الغني بالنفط .