أنت هنا

12 محرم 1429
المسلم ـ وكالات

غرق قطاع غزة في ظلام دامس مساء اليوم بعد أن أوقفت التربينة الثانية المغذية للقطاع تأثراً بالحصار الصهيوني المضروب عليها بسبب تمسكها بخيارها الإسلامي، ورفضها الخنوع والخضوع للمحتل.
وأظلمت غزة في التاسعة من مساء اليوم بتوقيت مكة المكرمة وسط خشية من أن يؤدي انقطاع التيار الكهربي إلى كوارث إنسانية عديدة لاسيما في القطاع الصحي، الذي تأثر بشكل بالغ، حيث أفادت المعطيات الأولية أن أطفال الحضانات في مستشفيات غزة الذين يتنفسون اصطناعياً قد باتوا مهددين بالموت في حال تعطلت الأجهزة الطبية التي تعمل بالطاقة الكهربية المتصلة بالحضانات.
وأوقفت جميع العمليات الجراحية غير الحرجة والاعتيادية، وأعلن عن اقتصار العمليات في الوقت الحالي على الأوضاع الجراحية الحرجة، وترددت تحذيرات من وفيات بالعشرات بين المرضى لاسيما مرضى الفشل الكلوي.
وكانت الأنباء قد ترددت في وقت سابق من ظهر اليوم عن أول حالة وفاة بعد انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء في غزة.
وتتفاقم أزمة الحصار المضروب على غزة مع ما أعلنته مصادر إغاثية دولية عن نفاذ الدقيق والوقود من المخازن في قطاع غزة ما يهدد بكارثة إنسانية.
وتزعم "إسرائيل" أنها تضيق الحصار الذي أغلقت بموجبه كل المعابر الحدودية التي تسيطر عليها للحؤول دون استمرار سقوط الصواريخ الفلسطينية على المغتصبات الصهيونية، والتي جاءت كرد فعل على المجازر الوحشية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة وأسفرت عن مقتل وإصابة ما يزيد عن 150 فلسطينياً.
وكان المتحدث باسم الحركة الدكتور سامي أبو زهري قد وصف في تصريحات صحفية له الوضع في غزة بأنه "حُكم دولي بإعدام سكان غزة بالكامل"، وقال: "الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سواء من خلال مسلسل القتل أو إغلاق المعابر الذي يعني حكماً بالإعدام وقتلاً بطيئاً للشعب الفلسطيني، وهي جريمة ترتكب أمام مرأى من المجتمع الدولي الصامت حينا والمتواطئ حينا آخر".
وانتقد أبو زهري الموقف العربي الرسمي والشعبي مما تتعرض له غزة، وقال: "الأخطر أن هذه الجريمة تجري في ظل صمت عربي تام، ولا نعفي من ذلك أحداً من العرب"