يعتزم مجلس النواب الأمريكي عقد جلسة في منتصف الشهر المقبل؛ للتحقق من صحة تقارير تحدثت عن إخفاء البيت الأبيض 5 ملايين رسالة إلكترونية تتعلق بإخفاق وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" في عملها في العراق في الفترة من أواخر عام 2003 و2004.
وقال النائب الديمقراطي "هنري واكسمان"، رئيس لجنة الإصلاح والرقابة الحكومية التابعة لمجلس النواب الأمريكي، إن بعض تلك الرسائل الإلكترونية تخص نائب الرئيس "ديك تشيني".
ويستند واكسمان إلى مذكرة أعدها فنيّون كانوا يعملون في البيت الأبيض تتعلق باختفاء رسائل إلكترونية تغطي 20 شهراً؛ حيث يؤكد هؤلاء الفنيون أنهم لم يحتفظوا بسجلات لجميع الرسائل الصادرة عن البيت الأبيض خلال تلك الفترة.
من جانبها، انتقدت منظمة "مواطنون من أجل مسئولية وأخلاق واشنطن"، وهي منظمة حقوقية معنية بمراقبة أداء الحكومة الأمريكية، سلوكَ الإدارة الأمريكية في حذف رسائل البريد الإلكتروني، والتي قالت: إن إدارة بوش بدأتها في مارس 2003 بالتزامن مع بداية الاحتلال الأمريكي للعراق.
ولفتت المنظمة في بيانٍ لها إلى أن هذه الفترة "مهمة جدًا"؛ حيث شهدت أحداثاً مهمة، من بينها التخطيط وبدء الاحتلال الأمريكي للعراق وكشف هويّة "فاليري بليم" عميلة "CIA"، والمتورط فيها مسئولون كبار بالبيت الأبيض، وفتح إدارة العدل الأمريكية تحقيقاً جنائيًا في أعمال مسئولي البيت الأبيض.
وأشارت المنظمة إلى أن البيت الأبيض قام بتدمير نسخ الاسترجاع لملايين الرسائل المحذوقة؛ مما يعني أنه "لا توجد نسخ استرجاع للرسائل المحذوفة في الفترة ما بين مارس 2003 وحتى أكتوبر 2003".
وتقدر منظمة "مواطنون من أجل مسئولية وأخلاق واشنطن" عدد الرسائل المحذوفة بـ 10 ملايين بريد إلكتروني وليس 5 ملايين فقط.
البيت الأبيض، من جانبه، رفض الاعتراف بفقدان أي رسائل بريد إلكتروني، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية قالت من قبل في تصريحات لها إنها "موجودة على أقراص الاسترجاع" ويمكن "الحصول عليها".
وتعليقًا على تصريحات البيت الأبيض، اعتبرت المنظمات الحقوقية أن الإدارة الأمريكية حذفت عمدًا كلَّ ما يمكن أن يدينها، كما أنها حذفت تاريخًا يمتلكه الشعب الأمريكي.