رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم أي حوار مع حركة "حماس" قبل أن تتراجع عما وصفه بـ "الانقلاب" في غزة، داعيا المقاومة إلى إيقاف إطلاق صواريخها "العبثية" على الأهداف "الإسرائيلية"، على حد قوله.
وأضاف عباس خلال "المؤتمر الشعبي الوطني المقدسي"، الذي بدأ أعماله اليوم في مقر الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية: "نقول لمن يطلق الصواريخ: توقفوا. لا تعطوهم ذريعة. لقد أطلقت آلاف الصواريخ على سديروت وقتلت امرأة مسلمة من طاجيكستان، لا تعطوهم ذريعة ليدمروا البلد.. يجب وقف الصواريخ "العبثية" التي تؤدي إلى العقاب الجماعي"، على حد زعمه.
وخاطب عباس قادة حركة "حماس" الذين كانوا قد أعلنوا موافقتهم على دعوة مصرية للحوار مع حركة "فتح" في القاهرة بلا شروط مسبقة، قائلا: "تراجعوا عن الانقلاب". وأضاف أن "حماس ارتكبت جريمة بحق الشعب الفلسطيني وبحق وحدته وطموحه بدولة فلسطينية". وأكد عباس أن "هناك مشكلة على الحدود والمعابر"، لكنه قال: "هناك مشكلة قبلها حصلت في غزة وهي الانقلاب، وهو جريمة حصلت ارتكبتها حركة "حماس" ويجب وضعها في الاعتبار"، داعيا "الذين ارتكبوا الجريمة إلى أن يعودوا للشرعية".
وقال عباس إنه قدّم إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة مشروعا للحوار مع حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة "إذا تراجعت عن انقلابها في غزة" على حد زعمه، وأضاف: "قدمنا مشروعا متكاملا (...) إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية (...) ليعودوا إلى حضن الشرعية، ولنضمن حلا لشعبنا من خلال استلام المعابر"، من دون أن يكشف أي تفاصيل عن هذا المشروع، لكن رئيس السلطة الفلسطينية أبدى استعداده لتسلم المسؤولية عن المعابر بدلا من حركة "حماس" قائلا: "إذا كانت "اسرائيل" تتذرع بأنه لا يوجد من تتعامل معه على المعابر. نحن جاهزون لتسلمها".
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد اقترح أمس في مقابلة صحفية أن يعقد ممثلون من حركتي "فتح" و"حماس" لقاء في القاهرة لبحث مستقبل المعابر بين قطاع غزة ومصر، ومناقشة الخلافات بين الحركتين. ورحب خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في ختام اجتماعات عقدها في دمشق مع عدد من الفصائل الفلسطينية، بدعوة الرئيس مبارك، وقال في معرض قبوله المقترح المصري: "إنني وكل الأخوة في قيادة حركة "حماس" نرحب بالمشاركة في الحوار وسنسعى لإنجاحه".
وعل الرغم من أن عباس لم يعلق في خطابه اليوم على اقتراح الرئيس المصري، واكتفى باقتراح أن تقوم قواته بالسيطرة على المعابر الحدودية لغزة، فإن القيادي في حركة "حماس" سامي أبو زهري قال إن تصريحات عباس تعتبر رفضا للمبادة المصرية.
