22 شوال 1425

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته<BR><BR>في البداية _جزاكم الله خيراً_ على جهدكم وأعمالكم الخيرة، وكتبها الله في موازين أعمالكم.<BR>سؤالي :<BR>أدرس في أمريكا ولدي حساب في البنك، ونوع الحساب حساب جاري، ومعي بطاقة فيزا من البنك وعن طريق الفيزا أشتري احتياجاتي عن طريق شبكة النت، وأسدد فواتير الكهرب والتلفون وغيرها من مستلزماتي، وأخاف أن يدخل أحد جهازي ويستخدم رقم البطاقة ويسرق فلوسي، وجاء على بالي فكرة فتح حساب ثانٍ في البنك، وهو حساب توفير، وحساب التوفير يكون ثابت في البنك على حسب معلوماتي، ولكن البنك أعتقد يقوم بالمرابات فيه، وحسابي القائم الآن كل مدة يقوم موظفو البنك في أخذ نسبة معينة كل شهر، هل يجوز أن أفتح حساب توفير والزائد من المال الناتج عن الربا ماذا علي أن أقوم به؟<BR>أرجو أن يكون سؤالي واضحاً، وجزاكم الله خيراً.<BR><BR>سعود<BR>

أجاب عنها:
د. محمد العصيمي

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن جماهير العلماء المعاصرين على أن الحساب الجاري قرض من العميل للبنك، وعليه فلا يصح لك أن تستفيد من المبلغ الموجود فيه نفعاً مادياً أبداً.
وبما أنه قرض فلا يصح إقراضه للبنك الربوي الذي يقرضه بربا إلا للضرورة، حيث لا يوجد بنك إسلامي.
أما الرسوم التي تؤخذ على الحساب الجاري فهي غير لائقة من البنك؛ حيث إنه يشغل المال لصالحه، ولكن لا بأس بها من الناحية الشرعية.
أما الحساب التوفيري، فهو حرام بإجماع المسلمين؛ لأنه ربا الجاهلية، فأنت تقرض البنك على أن يعطيك ربا على القرض، ولا يسوغ كونك تخرجه في أو تتصدق به، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_.
وهناك فرق بين شخص جاءه ربا من طريق لا يقصده، فهنا يقال: تصدق به أو تخلص منه.
وبين شخص يذهب عامداً للبنك ويفتح حساباً ربوياً، ثم يخرجه.
فالأول عمل ما في وسع المسلم أن يفعله من التخلص من الربا.
والثاني عقد عقداً ربوياً مع بنك مع علمه بتحريم ذلك، وقد نفع البنك بذلك المبلغ، حيث شغله البنك في الربا، وأعطى بعضه للعميل فاتح الحساب.
وليس ما قلت عن الفرق بين الحسابين صحيحاً، فالنقود تشغل لصالح البنك في كلا الحسابين.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.