10 رجب 1438

السؤال

فضيلة الشيخ:
بالنسبة لترتيب سور القرآن الكريم ( الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء ..) هل هذا الترتيب هو الذي نزل به جبريل بالوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم أو هو ترتيب رتبه الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وكذلك ترتيب الآيات في كل سورة هل ينطبق عليه كما ينطبق على السور في سؤالي؟

أجاب عنها:
د. خالد السبت

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأما ما يتعلق بترتيب السور فإن الأرجح من أقوال أهل العلم أن ترتيب السور لم يكن بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو اجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم وقد استأنسوا معه بما كانوا يشاهدون ويسمعون من غالب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فعند تأمل بعض الأحاديث نجد أن بعض السور كانت على نفس الترتيب الذي كُتبت عليه المصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه كالزهراوين والحواميم والمفصل وما إلى ذلك، وإلا فإن مصاحف الصحابة رضي الله عنهم كانت على ترتيب مغاير، فمنهم من رتب على النزول ومنهم بغير ذلك، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الليل البقرة والنساء وآل عمران في ركعة بهذا الترتيب.
وأما ترتيب الآيات فتوقيفي قطعاً، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت الآية يرشدهم إلى موضعها من السورة كما أنهم أخذوا عنه القرآن، وقد ذكر ابن مسعود رضي الله عنه أنه تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وكانوا يسمعون قراءته للسور في الصلاة وخارجها، وقال لعمر رضي الله عنه: تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء، إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة الدالة على أن ترتيب الآيات لا مدخل للاجتهاد فيه.
والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.