رئيس الجمعية الشرعية بمصر : نشرف على 6000 مسجد
26 صفر 1426

<font color="#000080"> حاوره / همام عبد المعبود </font> </br> <font color="#0000FF"> بمناسبة مرور93 عاماً على إنشاء الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية بمصر، وفي محاولة منا للوقوف على تجربة "الجمعية الشرعية بمصر" في مجال العمل الخيري، التقى موقع (المسلم) مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المختار المهدي (الرئيس العام للجمعيات الشرعية بمصر، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف...) فإلى نص الحوار...... </font> </br> </br> <font color="#FF0000"> في البداية نود أن تعطينا فكرة عن نشأة وتاريخ الجمعية الشرعية، وكيف دخلت للعمل الخيري؟ </font><BR>تأسست الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية في مصر عام 1912م، على يد الشيخ محمود خطاب السبكي، وتعد الجمعية واحدة من أكبر الجمعيات الأهلية العاملة في المجال الخيري، حيث تعد أن هذا هو الطريق الصحيح لتقديم الإسلام العملي للناس. <BR> <BR><font color="#FF0000"> لكن الملاحظ أن الجمعية الشرعية منذ نشأتها لا تمارس السياسة... فلماذا؟ </font><BR>كان الشيخ السبكي – رحمه الله – منذ تأسيس الجمعية حريصاً على عدم الدخول في السياسة، فقد كان يرى أن الدخول إلى معترك السياسة يوشك أن يوقع الجمعية في الاصطدام بالدولة، وهو أمر ستكون له عواقب وخيمة، مما يعرقل سير الجمعية نحو تحقيق أهدافها الدعوية والخيرية التي قامت من أجلها، وعلى مدى أكثر من 93 عاماً نجحت الجمعية في عدم الاصطدام بالدولة. <BR><BR><font color="#FF0000"> ذكرتم في تصريحات سابقة لكم أن للجمعية الشرعية جناحان.. فما تقصد بهذه العبارة؟ </font><BR>نعم..الجمعية تسير منذ نشأتها بجناحين، أولهما: "الدعوة إلى الله" بالحسنى والكلمة الطيبة، من خلال المساجد التابعة للجمعية الشرعية المنتشرة على امتداد الجمهورية في قرى ومراكز ونجوع محافظات مصر، وذلك امتثالاً لقوله _تعالى_:"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وثانيهما: "العمل الخيري" في المجالات الصحية والاجتماعية، وأشهرها مجال كفالة الأيتام، وذلك انطلاقاً من قوله _تعالى_:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".<BR><BR><font color="#FF0000"> فهل يمكن أن تعطينا فكرة عن الدور الذي تقوم به الجمعية الشرعية في مجال الدعوة الإسلامية وتصحيح المفاهيم الإسلامية؟ </font><BR>تقوم الجمعية الشرعية بدور كبير في الدعوة الإسلامية، حيث يمتد نشاطها ليغطي قرابة 6000 مسجد وزاوية، منتشرة في مختلف قرى ونجوع مصر من أقصاها إلى أقصاها، وللجمعية الشرعية "هيئة من كبار العلماء" وهم من صفوة رجالات الأزهر الشريف، ومن أساتذة الجامعات المتخصصين في كافة فروع العلوم الإسلامية، يتصدون للفتيا في أمور الدين ويقومون ببيان الأحكام الشرعية والرد على الأسئلة التي ترد للجمعية.<BR>كما أنشأت الجمعية 26 معهداً لإعداد الدعاة، ينتسب إليها الراغبون في الانضمام لفريق الدعاة إلى الله، من غير خريجي الأزهر الشريف، من الرجال والنساء على السواء، ممن لديهم الرغبة والاستعداد للعمل كدعاة وخطباء ووعاظ بالمساجد التابعة للجمعية الشرعية.<BR>كما يقوم فريق من علماء الجمعية بتشكيل "قوافل الدعوة" التي تجوب المحافظات، لدعوة الناس إلى التمسك بتعاليم الإسلام، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يبثها أعداء الإسلام بين أبنائه، من خلال عقد الندوات وإلقاء المحاضرات ودروس العلم التي تعقد في المساجد التابعة للجمعية.<BR><BR><font color="#FF0000"> وهل للجمعية مطبوعة دورية أو موقع إلكتروني يعبر عنها وعن مبادئها التي تدعو إليها؟ </font><BR>نعم.. للجمعية الشرعية مجلة أسبوعية شاملة تصدر شهرياً مؤقتاً، بهدف تبيان مقاصد الإسلام وتوجيهاته لكل البشر في جميع مجالات الحياة، وهي تصدر بإشراف هيئة علماء الجمعية الشرعية، وقد صدر منها حتى اليوم 6 أعداد، وهي مازالت في عامها الأول، وقد حصلنا _ولله الحمد_ مؤخراً على ترخيص للمجلة من المجلس الأعلى للصحافة، وهي تطبع في مطابع مؤسسة الأهرام، أما عن الموقع الإلكتروني، فهناك فريق من المتخصصين يعكفون خلال هذه الأيام على تصميم و إنشاء موقع للجمعية على شبكة الإنترنت، على أن ينشر الموقع مجلة التبيان لتكون أون لاين.<BR><BR><font color="#FF0000"> نأتي للجناح الثاني للجمعية... فماذا يعني مفهوم "العمل الصالح" أو الخيري الذي ترفعه الجمعية شعاراً لها؟ </font><BR>الحقيقة أن أهم ما يميز الجمعية الشرعية أنها تقدم للناس "إسلاماً عملياً"، فهي تشارك الناس في آلامهم ومتاعبهم اليومية، وتبذل ما وسعها الجهد لتخفف عنهم، فقد أقامت الجمعية أكثر من 20 مشروعاً خيرياً، تقدم خدماتها لمن يحتاجها بالمجان، بدءاً من " كفالة الطفل اليتيم"، وانتهاء بإنشاء "المقابر الشرعية"، مروراً بـ" رعاية طالب العلم" و " مراكز غسيل الكلى" و"الأشعة التشخيصية" ومراكز " علاج الإدمان".... إلخ.<BR> <BR><font color="#FF0000"> وما تقييمك لمشروع كفالة الطفل اليتيم.. بعد مرور قرابة 20 عاماً على انطلاقه؟ </font><BR>بدأ المشروع في غرة شهر رجب من عام 1405 من الهجرة، وقد بلغ عدد الأطفال المكفولين في المشروع إلى قرابة نصف مليون طفل، يشرف على رعايتهم وتسليمهم الكفالة جنود مجهولون يتوزعون ما يربو على 1300 مسجد منتشرة في 21 محافظة، تمتد من طول البلاد إلى عرضها، و رغم هذا الجهد فمازال هناك قرابة 50 ألف طفل يتيم تقدموا للجمعية لطلب الكفالة، ولكنهم ما زالوا بلا كفالة وفي انتظار أهل الخير.<BR>وقد ارتبط مشروع "كفالة اليتيم" بمشروعين على نفس الدرجة من الأهمية..<BR><BR><font color="#FF0000"> ما هما؟ </font><BR>المشروع الأول، هو: مشروع "تشغيل أم اليتيم"، وذلك من خلال تعليمها الحياكة والتريكو ثم تشغيلها في أحد مشاغل الجمعية المنتشرة بالأحياء الشعبية، على أن تقوم الجمعية بإقامة معارض لبيع منتجات الأمهات، تعود أرباحها لهن.<BR><BR><font color="#FF0000"> والمشروع الثاني؟ </font><BR>المشروع الثاني هو مشروع "تيسير زواج الفتيات اليتيمات"، فقد كانت الجمعية الشرعية سباقة في تيسير زواج الفتيات اليتيمات، ويهدف المشروع إلى مساعدة الفتيات المسلمات اليتيمات المقدمات على الزواج، وذلك بتوفير بعض احتياجات الزواج مما يكون في المعتاد واجباً على العروس.<BR><BR><font color="#FF0000"> نود أن تعطينا فكرة عن مشروع رعاية المعوق المسلم؟ </font><BR>المشروع يهدف إلى تعويض بعض المعاقين من المسلمين، وتحويلهم إلى منتجين، من خلال مساعدتهم على مواجهة الظروف، باكتساب رزقهم بجهدهم، وقد طبق المشروع في 11 محافظة بمصر، وتقدم قرابة 1200 معوق للجمعية بطلبات للاستفادة من المشروع، وتمت تقديم المساعدة لأكثر من 800 منهم، والباقي في انتظار أهل البر والإحسان. <BR><BR><font color="#FF0000"> وماذا عن مشروعاتكم الصحية والمراكز الطبية المنتشرة في ربوع مصر؟ </font><BR>أبلت الجمعية بلاء حسناً في موضوع الرعاية الطبية، وأحرزت في هذا المجال تقدماً كبيراً وملموساً، فقد أقامت أكثر من 40 وحدة للغسيل الكلوي، في العاصمة القاهرة وبعض المحافظات الأخرى.<BR>كما أقامت الجمعية مشروع "الأشعة التشخيصية" ضمن مركز مجهز بأحدث أجهزة الرنين المغناطيسي، يقدم خدماته للفقير بالمجان، إضافة إلى وحدة لعلاج "الأطفال المبسترين" بها أكثر من 100 حضانة تقدم خدماتها للمحتاج بدون مقابل، كما تقوم الجمعية بإعداد "مركز لعلاج الحروق" وآخر لتوفير "العلاج الكيماوي" بتكاليف تصل إلى حوالي 20 مليون جنيه، خصوصاً أن هذا النوع من العلاج غير متوافر بسهولة للمواطنين غير القادرين.<BR><BR><font color="#FF0000"> وما حكاية القوافل الطبية للجمعية الشرعية التي تجوب مصر؟ </font><BR>بدأت الجمعية الشرعية الرئيسة منذ 23 يناير 2004م في تسيير قوافل طبية إلي محافظات الجمهورية، تضم القوافل أساتذة واستشاريين في مختلف التخصصات الطبية، تقوم بالكشف المجاني، وتقدم العلاج والأدوية بالمجان أيضاً، كما تقوم بتحويل الحالات التي تحتاج إلى إجراء فحوص وأشعات، إلى مراكزها الكبرى بالقاهرة ليتم عملها بالمجان. <BR><BR><font color="#FF0000"> هل توقفت مشاريعكم الخيرية عند رعاية الطلاب المصريين غير القادرين، فقط أم أنها امتدت لتشمل الطلاب المغتربين الذين يدرسون بمصر؟ </font><BR>استشعاراً منا لواجب الأخوة الإسلامية، والذي يتعدى القطرية، فقد امتدت المشروعات الخيرية لتشمل الطلاب المسلمين الوافدين (غير المصريين)، من غير القادرين على مواصلة الدراسة في مصر، خصوصاً أولئك القادمين من الدول الإسلامية غير العربية، فأقامت الجمعية داراً مكوناً من 10 طوابق بالحي العاشر بمدينة نصر بالقاهرة، لرعاية القادمين لدراسة العلوم الإسلامية في مصر، من غير الحاصلين على منح حكومية، حيث توفر لهم الجمعية الشرعية: الإقامة الكاملة، بما فيها السكن والطعام طوال مدة الدراسة.<BR> <BR><font color="#FF0000"> بمناسبة الطلاب الوافدين.. سمعنا أن هناك عدداً كبيراً من الطلاب الإندونيسيين وتحديداً من إقليم آتشيه الذي تعرض لدمار شبه كامل في الزلزال الأخير، فقد هؤلاء الطلاب على أثره آباءهم أو أمهاتهم، ولا يجدون من يعولهم بعد أن خسروا كل شيء... فماذا قدمتم لهؤلاء الطلاب؟؟ </font><BR>قمنا بعمل حصر لهم، فاتضح أن هناك 310 طالب وطالبة من إقليم أتشيه، يدرسون بالأزهر الشريف بمصر، وقد قررت الجمعية الشرعية كفالتهم كفالة كاملة، من حيث المأكل والمشرب والمسكن ومصروفات التعليم، انطلاقاً من واجبنا نحوهم.<BR><BR><font color="#FF0000"> وهل كانت لكم مساهمات في مأساة دار فور؟ </font><BR> وقعنا "معاهدة تآخٍ" مع "منظمة الدعوة الإسلامية بالسودان"، نقوم بموجبها بإيفاد قوافل طبية و إغاثية وثقافية عالية الكفاءة لمباشرة العلاج والإغاثة والتثقيف للأشقاء في السودان، كما قمنا بافتتاح مقر للجمعية الشرعية في دار فور، وأرسلنا قافلة طبية مكونة من 10 أطباء للمساهمة في علاج المرضى والمصابين، وندرس حالياً فكرة مشروع لحفر عدد من الآبار في إقليم دار فور لتوفير المياه الصالحة للشرب لأهالي الإقليم، كما نقوم بعمل حصر باحتياجات أهالي الإقليم الملحة من المدارس و الخلاوي ( كتاتيب تحفيظ القرآن) تمهيداً لبدء العمل في تنفيذ المشروع.<BR><BR><font color="#FF0000"> وماذا عن فلسطين؟؟ </font><BR>فلسطين في القلب، وهي قضية المسلمين المركزية، ونحن مستمرون في تقديم الدعم اللازم منذ بدء الانتفاضة، وحتى اليوم، وقد بلغ إجمالي ما قدمته الجمعية الشرعية للفلسطينيين أكثر من 50 مليون جنيه مصري، وهي عبارة عن أدوية وأجهزة طبية وسيارات إسعاف.<BR><br>